للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على الْقُرَّاء مُدَّة قَرَأَ فِيهَا مُخْتَصر خَلِيل وَشرح الالفية للمرادى وعقائد السنوسى وشروحها وَشرح الْجمل للخونجى لِابْنِ عرفه فى الْمنطق ثمَّ رَحل الى الرّوم فَمر فى طَرِيقه على دمشق وَعقد بِجَامِع بنى أُميَّة مَجْلِسا اجْتمع فِيهِ علماؤها وشهدوا لَهُ بِالْفَضْلِ التَّام وتلقوه بِمَا يجب لَهُ ومدحه شعراؤها واستجاز مِنْهُ نبلاؤها ثمَّ توجه الى الرّوم فَاجْتمع بِهِ أكَابِر الموالى وَبَالغ فى اكرامه شيخ الاسلام يحيى المنقارى والصدر الاعظم الْفَاضِل وَحضر الدَّرْس الذى تَجْتَمِع فِيهِ الْعلمَاء للبحث بِحَضْرَة السُّلْطَان فبحث مَعَهم واشتهر بِالْعلمِ ثمَّ رَجَعَ الى مصر مجللا مُعظما مهابا موقرا وَقد ولى بهَا تدريس الاشرفية والسليمانية والصرغتمشية وَغَيرهَا وَأقَام بِمصْر مُدَّة ثمَّ رَجَعَ الى الرّوم فأنزله مصطفى باشا وَصَاحب السُّلْطَان فِي دلره وَكنت الْفَقِير إِذْ ذك بالروم فَالْتمست مِنْهُ الْقِرَاءَة فَأذن فشرعت أَنا وَجَمَاعَة من بلد تنا دمشق وَغَيرهَا مِنْهُم الاخ الْفَاضِل أَبُو الاسعاد بن الشَّيْخ أَيُّوب وَالشَّيْخ زين الدّين البصرى وَالشَّيْخ عبد الرَّحْمَن المجلد وَالسَّيِّد أَبُو الْمَوَاهِب سبط العرضى الحلبى فى الْقِرَاءَة عَلَيْهِ فقرأنا تَفْسِير سُورَة الْفَاتِحَة من البيضاوى مَعَ حَاشِيَة العصام ومختصر الْمعَانى مَعَ حَاشِيَة الْحَفِيد والخطائى والالفية وَبَعض شرح الدوانى على العقائد العضدية وأجازنا جَمِيعًا باجازة نظمها لنا وَكَانَ مَا كتبه لى هَذَا الْحَمد لله الحميد وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على الطَّاهِر الْمجِيد وعَلى آله أهل التمجيد

(أجزت الامام اللوذعى المعبرا ... أَمينا امين الدّين روحا مصورا)

(سليل محب الدّين بَيت هِدَايَة ... وَبَيت منار الْعلم قدما تقررا)

(باقرائه متن البخارى الذى بِهِ ... تقاصر عَنهُ من عداهُ وقصرا)

(موطا شِفَاء والشفاء لمُسلم ... اذا مُسلما تقريه حَقًا تصدرا)

(وباقى رجال النَّقْل حَقًا مُبينًا ... وَتَفْسِير قَول الله فى الْكل فررا)

(أجزت الْمُسَمّى الْبَدْر فى الشَّرْع كُله ... كَمَا صَحَّ لى فاترك مراه تكدرا)

(وَعلم كَلَام خالى عَن أكاذب الفلاسفة الضلال وَالْعدْل نكرا ... )

(أَقُول لكل فلسفى يدينه ... أَلا لعنة الرَّحْمَن تعلو مزورا)

(أجبريل فلك عَاشر يَا عداتنا ... أعادى شرع الله نلتم تحيرا)

(بأى طَرِيق قُلْتُمْ عشر عشرَة ... وَنفى صِفَات وَالْقَدِيم تحجرا)

(حكمتم على الرَّحْمَن حجرا محجرا ... ومنعكم خلق الْحَوَادِث دمرا)

<<  <  ج: ص:  >  >>