الى ان مَاتَ فى سنة خمس عشرَة وَألف
يُوسُف القره باغى نِسْبَة لقره بَاغ من قرى همذان أحد أكَابِر الْعلمَاء الْمُحَقِّقين توفى فى نَيف وَثَلَاثِينَ وَألف
يُوسُف القيسى المالكى أحد أكَابِر مَشَايِخ الازهر الملازمين للدرس قَرَأَ عُلُوم الْعَرَبيَّة على الشَّيْخ أَبى بكر الشنوانى ولازم الْبُرْهَان اللقانى وشاركه فى كثير من مشايخه وَجلسَ للتدريس فاشتهر بالنفع التَّام وَكَانَ فِيهِ حِدة فاذا غضب يضْرب الطّلبَة وَله مؤلفات مِنْهَا حواش على شرح الشذور وَشرح الْقطر وَشرح الازهرية وَغَيرهَا وَكَانَت وَفَاته سنة احدى وَسِتِّينَ وَألف
يُوسُف الْمَعْرُوف بالبديعى الدمشقى الاديب الذى زين الطروس برشحات اقلامه فَلَو أدْركهُ البديع لاعتزل صَنْعَة الانشاء والقريض عِنْد اسْتِمَاع نثره ونظامه خرج من دمشق فى صباه فَحل فى حلب فَلم يزل حَتَّى بلغ الشُّهْرَة الطنانة فى الْفضل والادب وَألف المؤلفات الفائقة مِنْهَا كِتَابه الصُّبْح المنبى فى حيثية المتنبى وَكتاب الحدائق فى الادب وَلما رأى كتاب الخفاجى الريحانة عمل كتاب ذكرى حبيب فَأحْسن وأبدع وَأطَال وَأَطْنَبَ وأعرب عَن لطافة تَعْبِيره وحلاوة ترصيعه الا أَنه لم يساعده الْحَظ فى شهرته فَلَا أعلم لَهُ نُسْخَة الا فى الرّوم عِنْد استاذى الشَّيْخ مُحَمَّد عزتى ونسخة عندى وَمن شعره مادحا ومودعا ابْن الحسام شيخ الاسلام حِين انْفَصل عَن قَضَاء دمشق
(أحاشيه عَن ذكرى حَدِيث وداعه ... وأكبره عَن بثه واستماعه)
(وَمَا كَانَ صبرى عِنْد وَشك النَّوَى على الجوى غير صَبر الْمَوْت عِنْد نزاعه ... )
(وَنحن بأفق الشَّام فى خدمَة الذى ... يضيق الفضا عَن صَدره باتساعه)
(أجل حماة الدّين وَابْن حسامه ... وحامى حمى أَرْكَانه وقطاعه)
(عَشِيَّة توديع المآثر والعلى ... وكل فخار للورى فى رباعه)
(وَمَا سرت عَن وادى دمشق وَلم يسر ... وسودده فى مدنه وضياعه)
وَلها تَتِمَّة وَله فى مدح النَّجْم الحلفاوى
(رويدا هُوَ الوجد الذى جلّ بارحه ... وَقد بَعدت مِمَّن أحب مطارحه)
(هوى تاهت الافكار فى كنه ذَاته ... وَمتْن غرام عَنهُ يعجز شَارِحه)
مِنْهَا فى الْمَدْح
(امام أَطَاعَته البلاغة مارقا ... ذرى مِنْبَر الا وكادت تصافحه)