للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْهِ الْمَرَض فَكَانَ سَبَب هَلَاكه وَتُوفِّي بقسطنطينية وَدفن بهَا وَكَانَت وَفَاته فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَألف

السَّيِّد أسعد الْبَلْخِي نزيل الْمَدِينَة النقشبندي الطَّرِيقَة أحد خلفاء السَّيِّد صبغة الله السندي الْآتِي ذكره وَكَانَ هُوَ وَالشَّيْخ أَحْمد الشناوي الْمُقدم ذكره فرسي رهان فِي التَّحْقِيق وَللسَّيِّد أسعد كتابات على شرح النُّصُوص للمحقق مُحَمَّد بن إِسْحَاق القونوي تدل على علو كَعبه فِي علم التصوف وَكَانَ ينظم الشّعْر الْعَرَبِيّ على مصطلح التصوف فَمن شعره مَا كتبه إِلَى السَّيِّد سَالم شَيْخَانِ من الْمَدِينَة المنورة إِلَى مَكَّة المشرفة وَهُوَ قَوْله

(وَمن كَانَ فِي أم الْقرى مستقره ... لماذا امتطى الوخاد شوقاً ليثرب)

(إِذا حنّ وجدا للتدلي دنوه ... ليبلونا خير إِمَام محجب)

(أم اشتاق من عز الْغنى ذل فقرنا ... أَشد حنيناً يَا لَهُ من محبب)

(كَذَاك حوى دور التسلسل دَائِما ... لينظم شَمل السّفل أوج المحدب)

فَأَجَابَهُ بقوله

(وَمن كَانَ عَن أم الْكتاب سفوره ... بِسبع مثان وَصفه للتحبب)

(فتكوينه تدوين إعجاز مُحكم ... بإمكانه نشر الْوُجُود المغيب)

(فَأم قراه مُسْتَقر وُجُوبه ... ومستودع الْإِمْكَان منهل يثرب)

(إِلَيْهِ امتطى الوخاد من شَرق روحه ... ليسفر شمس الذَّات فِي لوح مغرب)

(ويطلع بدر الْوَصْف من غرب كَونه ... بتفصيل تصريف وَلَكِن مُعرب)

(بِمن عزه قد حنّ شوقاً لذلنا ... ليبلو فقرا بالغنى خبْرَة الْأَب)

(وَيَتْلُو كتاب الْجمع من نقش نَفسه ... على فرض عين فِي وجود محجب)

(ليتلو مِنْهُ شَاهد لَاحَ شَاهدا ... بِهِ الْوَجْه يَبْدُو سافراً يتحجب)

(لرحمانه عرش على حكمه اسْتَوَى ... بِخلق وَأمر هجرتي فِي التغرب)

(إِلَى من إِلَيْهِ كل أَمر مرده ... تسلسل فِي أدوار عنقاء مغرب)

(عَلَيْهِ بِهِ صلى شَهِيد وجوده ... بآل وَصَحب مَا تلى الْمَدْح للنَّبِي)

وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ من كبار الْمُحَقِّقين العارفين وَكَانَت وَفَاته نَهَار السبت خَامِس عشري شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَألف وَدفن بِالبَقِيعِ

اسكندر بن يُوسُف بن إِسْحَاق الرُّومِي الأَصْل الدِّمَشْقِي أحد كتاب خزينة الشَّام

<<  <  ج: ص:  >  >>