للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

(لَيْسَ خلق سواك يحنو عَلَيْهَا ... يَا إِمَامًا فَوَات قبل الْفَوات)

(وانتعش أَهلهَا وشيد بناها ... وأعدها فِي أحسن الْحَالَات)

(أَنْت فِي الأَرْض رَحْمَة أهبطها الله ... تَعَالَى وسامع الدَّعْوَات)

(أَنْت للنَّاس عصمَة فِي معاش ... ومعاد نمحو بِهِ السَّيِّئَات)

(ختم الله بالرضى عَنْك سعيا ... إِنَّمَا الْفَوْز فِي رضى الخاتمات)

(وعَلى الطُّهْر خَاتم الرُّسُل والآل ... سَلام وَأفضل الصَّلَوَات)

وَله غير ذَلِك وَكَانَت وِلَادَته بحبور فِي سنة أَربع وَعشْرين وَألف تَقْرِيبًا وَتُوفِّي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر شعْبَان سنة سبع وَتِسْعين وَألف ببلدة وَدفن بهَا رَحمَه الله تَعَالَى

الشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن عبد الْحق بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْحِمصِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي القَاضِي الْفَاضِل الأديب الشَّاعِر وَيعرف بالحجازي لمجاورة جده مُحَمَّد بالحجاز كَمَا سَيَأْتِي ذكر ذَلِك فِي تَرْجَمته ذكر إِسْمَاعِيل هَذَا وَالِدي رحمهمَا الله تَعَالَى وَأثْنى عَلَيْهِ كثيرا ثمَّ قَالَ قَرَأَ على الْعَلامَة فضل الله بن عِيسَى البوسنوي نزيل دمشق وعَلى الْعَلامَة عبد الرَّحْمَن الْعِمَادِيّ الْمُفْتِي وَأخذ فقه الشَّافِعِيَّة عَن الشّرف الدِّمَشْقِي والطب عَن جده مُحَمَّد وَغَيره وَولي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بمحكمة قناة العوني وَنقل مِنْهَا إِلَى الْبَاب وَصَارَ رَئِيس الْأَطِبَّاء عَن الشَّيْخ مُحَمَّد بن الغزال وَكَانَ فَاضلا شَاعِرًا رَقِيق حَاشِيَة الطَّبْع رائق البديهة حسن الأسلوب لين الْعشْرَة لطيف المؤانسة حُلْو المذاكرة وَله أشعار كَثِيرَة مسبوكة فِي قالب الرقة جَارِيَة على وصف الشوق وَالْحب وَذكر الصبابة والغرام فَلهَذَا علقت بالقلوب ولطف مَكَانهَا عِنْد أَكثر النَّاس ومالوا إِلَيْهَا وتحفظوها وتداولوها بَينهم وَذكره البديعي فِي ذكرى حبيب فَقَالَ فِي حَقه أديب يطرب بألحانه مَا لَا يطرب المدام بحانه فَلَو أدْركهُ أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ لوشح بِأَصْوَات موشحاته كتاب الأغاني ثمَّ عقب هَذَا الْكَلَام بِذكر سلسلته الْمَشْهُورَة الَّتِي مطْلعهَا قَوْله

(مَا فاح شذا الْمسك من صفاتك أَو ضَاعَ ... إِلَّا وتذكرت مِنْك حسن أوضاع)

وَذكره عبد الْبر الفيومي فِي كِتَابه المنتزه أَيْضا وَذكر شَيْئا من شعره فَقَالَ وَمن نظمه الْمَشْهُور قَوْله

(وَرب عتاب بَيْننَا جدّد الْهوى ... شهيّ بِأَلْفَاظ أرق من السحر)

(وَأحلى من المَاء الزلَال على الظما ... وألطف من مرّ النسيم إِذا يسري)

<<  <  ج: ص:  >  >>