وَمن مقاطيعه قَوْله فِي تَشْبِيه ثَلَاث شامات على نمط
(فِي جَانب الخد وَهِي مصفوفة ... كَأَنَّهَا أنجم الذِّرَاع بَدَت)
وَقَوله
(فِي خَدّه القاني المضرج شامة ... قد زيد بالشعرات باهر شانها)
(كلهيب جمر تَحت حَبَّة عنبر ... قد أوقدت فَبَدَا زكيّ دخانها)
وَأنْشد لَهُ البديعي قَوْله من قصيدة فِي الْمَدْح
(تهلل وَجه الْفضل وَالْعدْل بالبشر ... وَأصْبح شخص الْمجد مبتسم الثغر)
وَمِنْهَا
(فيا لَك من مولى بِهِ الشّعْر يزدهي ... إِذا مَا ازدهت أهل المدائح بالشعر)
(فريد الْمَعَالِي لَا يرى لَك ثَانِيًا ... من النَّاس إِلَّا من غَدا أَحول الْفِكر)
معنى الْبَيْت الأول مطروق وَأَصله قَول أبي تَمام
(وَلم أمدحك تفخيماً بشعري ... وَلَكِنِّي مدحت بك المديحا)
وَأَبُو تَمام أَخذه من قَول حسان فِي النَّبِي
(مَا إِن مدحت مُحَمَّدًا بمقالتي ... لَكِن مدحت مَقَالَتي بِمُحَمد)
وَالْبَيْت الثَّانِي مَأْخُوذ من قَول بَعضهم
(إِن من يُشْرك بِاللَّه ... جهول بالمعاني)
(أَحول الْفِكر لهَذَا ... ظن للْوَاحِد ثَانِي)
وَله ويروى لوالده
(صدر الْوُجُود وَعين هَذَا الْعَالم ... وملاذ كل أخي كَمَال عَالم)
أَيْضا
(إِن لم تكن لِذَوي الْفَضَائِل منقذاً ... من جور دهر فِي التحكم ظَالِم)
(فبمن نلوذ من الزَّمَان وَبَاب من ... ننتاب فِي الْأَمر المهم اللَّازِم)
(فَبِحَق من أَعْطَاك أرفع رُتْبَة ... أضحى لَهَا هَذَا الزَّمَان كخادم)
(وحباك من سلطاننا بمواهب ... تركت حسودك فِي الحضيض القاتم)
(فَإِذا تتوج كنت درة تاجه ... وَإِذا تختم كنت فص الْخَاتم)
(إِلَّا نظرت بِعَين عطفك نحونا ... وَتركت فيهم كل لومة لائم)
(ورعيت فِي داعيك نسبته إِلَى ... خير الْبَريَّة من سلالة هَاشم)
(فالوقت عَبدك طوع أَمرك فاحتكم ... فيمَ تشَاء فَأَنت أعدل حَاكم)
قلت هَكَذَا أَنْشدني لَهُ هَذِه الأبيات صاحبنا المرحوم عبد الْبَاقِي بن أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن السمان الدِّمَشْقِي وَذكر لي أَنه أَخذ قَوْله فَإِذا تتوج إِلَى آخِره من قَول أبي الْحُسَيْن العرضي الْعلوِي
(كَأَنَّمَا الدَّهْر تَاج وَهُوَ درته ... وَالْملك وَالْملك كفٍّ وَهُوَ خَاتمه)