للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الْأَعْظَم ذَلِك وَأَنه يعمرها بِمَال حَلَال وَمِنْه مَال الْقَنَادِيل الَّتِي بهَا مِمَّا لم يعلم أَنَّهَا عينت من واقفها لغير الْعِمَارَة وَوَافَقَهُمْ على ذَلِك الْعَلامَة مُحَمَّد بن عَلان الْمَكِّيّ وَأفْتى بِهِ وَألف رسائل حافلة فِي شَأْن ذَلِك ثمَّ ورد السُّؤَال من الديار المكية إِلَى الديار المصرية عَن ذَلِك وَعَلِيهِ خطوط السَّادة المكيين بِالْجَوَابِ عَن ذَلِك ليعرض على حَضْرَة السُّلْطَان ينظر قَاضِي مصر إِذْ ذَاك الْمولى أَحْمد المعيد الْمُقدم ذكره فَسَأَلَهُ أَن يكْتب أَيْضا رِسَالَة فِي شَأْن ذَلِك لتعرض مَعَ أجوبة المكيين تَقْوِيَة لَهُم فَأَجَابَهُ لذَلِك وَألف رِسَالَة سَمَّاهَا الزلف والقربه فِي تعمير مَا سقط من الْكَعْبَة وَقد أحسن فِيهَا كل الاحسان وأجاد كل الإجادة وَكَانَ ينظم الشّعْر فَمن شعره مَا كتبه إِلَى الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن المرشدي مفتي مَكَّة

(أذكرت ربعا من أُمَيْمَة أقفرا ... فأسلت دمعا ذَا شُعَاع أحمرا)

(أم شاقك الغادون عَنْك بسحرة ... لما سروا وتيمموا أم الْقرى)

(زموا الْمطِي وأعنقوا فِي سيرهم ... لله دمعي خَلفهم ياما جرى)

(مَا قطرت للسير أجمال لَهُم ... إِلَّا ودمعي فِي الركاب تقطرا)

(فَكَانَ ظهر الْبيض بطن صحيفَة ... وقطارها فِيهِ يحاكي الأسطرا)

(وَكَأَنَّهَا بهوادج قد رفعت ... سفن ودمع الصب يَحْكِي الأبحرا)

(رحلوا وَمَا عَادوا على مضناهم ... واها لحظي لَيْت كنت مُؤَخرا)

(أَن كَانَ جسمي فِي الديار مخلفا ... فالقلب مِنْهُم حَيْثُ قَالُوا اهجرا)

(أظهرت صبري عَنْهُم متجلدا ... وكتمت وجدي فيهم متسترا)

(وَغدا العذول يَقُول لي من بعدهمْ ... باد هَوَاك صبرت أم لم تصبرا)

(أَقْسَمت أَن جاد الزَّمَان بمطلبي ... وسلكت ربعا بالمناسك عمرا)

(وَشهِدت بدر الْحَيّ بعد أفوله ... مذلاح من أفق السَّعَادَة مقمرا)

(أدبت خدمَة سيد سَنَد غَدا ... مفتي الْأَنَام وراثة بَين الورى)

(هُوَ عَابِد الرَّحْمَن وَاحِد عصره ... فاسأل بذلك إِن شَككت مخبرا)

(هَذَا إِمَام عرفه فِينَا حكى ... عرف الرياض إِذا سرى متعطرا)

(ذُو همة تسمو على نسر السما ... فيشيف منهاها وَيَا متحدرا)

(وسكينة تَلقاهُ فِيهَا مُفردا ... مَعَ لطف جسم بالفضائل عمرا)

(وقريحة منقادة وقادة ... شبت كنار ثمَّ سَالَتْ أنهرا)

<<  <  ج: ص:  >  >>