وانتسابه فتمثل فحرا على كل معرق غبي
(إِن الْفَتى من يَقُول هَا أَنا ذَا ... لَيْسَ الْفَتى من يَقُول كَانَ أبي)
قلت وَهَذِه التَّرْجَمَة كَانَت أعظم أَسبَاب التَّعَرُّض لسب السلافة وصاحبها فَإِن حفيد صَاحب التَّرْجَمَة صاحبنا الْفَاضِل الأديب عَليّ بن تَاج الدّين السنجاري لما رَآهَا استشاط غيظا وَعمل هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وهما
(هَات اقر لي رَيْحَانَة ابْن خفاجة ... لأعطر بعد عروس لفظ مُحكم)
(واترك سلافة رَافِضِي مبعد ... إِن السلافة لَا تحل لمُسلم)
وَقَالَ أَيْضا
(قولا لنجل ابْن مَعْصُوم إِذا نظرت ... إِلَيْهِ عيناكما عني وَلَا تخفا)
(المزر أحسن من هذي السلافة إِذْ ... تديرها الْحَبَش فِي حيشانها غرفا)
(مَا زِدْت عَن إِن أفدت النَّاس قاطبة ... يَا رَافِضِي بِمَا أضمرت للخلفا)
وَقَالَ أَيْضا
(مَا أحسن الْحق حِين يَبْدُو ... رغما على من يرى خِلَافه)
(فَإِن للاسم والمسمى ... تنَاسبا عِنْد ذِي الظرافه)
(مَجْمُوعَة ابْن النظام لما ... حوت من الرجس كل آفه)
(وضمنت مدح قوم سوء ... روافض جاحدي الخلافه)
(مَا سهل الله أَن تسمى ... لما حوته غير السلافه)
وَمن ذَلِك كثر فِيهَا اللاغي والقادح وأهملت عَن الاعتناء بشأنها مَعَ أَنَّهَا أَحْرَى من كل حرى بِالْقبُولِ وَأَنت إِن اختبرتها عرفت لمؤلفها أغراضا قديمَة أَرَادَ بِهَذَا التَّأْلِيف تقييدها وَمن جملَة أغراضه أَنه إِذا ترْجم شِيعِيًّا يغالي فِي مدحه ويبالغ فِي تَعْظِيمه وَالْإِشَارَة إِلَيْهِ وَإِذ إِذْ كرسنيا لَا يُعْطِيهِ حَقه بل ينكت عَلَيْهِ حَتَّى أَنه لما ترْجم السَّيِّد الْجَلِيل الْمجمع على جلالته وَكَمَال علمه عمر بن عبد الرَّحِيم الْبَصْرِيّ رَمَاه بسنان لِسَانه وَتكلم عَلَيْهِ بزوره وبهتانه وَبِالْجُمْلَةِ فَالله يسامحه على مَا ارْتَكَبهُ من الازدراء والامتهان فِيمَن تَرْجمهُ من الْفُضَلَاء والأعيان عود الْخَبَر صَاحب التَّرْجَمَة وَرَأَيْت لَهُ تَرْجَمَة فِي مَجْمُوع بِخَط الْأَخ الْفَاضِل الأديب مصطفى بن فتح الله وأغلب الِاحْتِمَال أَنَّهَا لَهُ قَالَ فِيهَا سَابق فرسَان الْإِحْسَان وَعين أَعْيَان الْبَيَان والتبيان رفع للعلوم رايه وَجمع فِيهَا بَين الرِّوَايَة والدراية وغاص فِي بَحر الْأَدَب فاستخرج درره وسما إِلَى مطالعه فاستجلى غرره فنظم اللآلئ والدراري ونثر وجدد مَا درس من مغاني الْمعَانِي ودثر ثمَّ أنْشد لَهُ من شعره قَوْله ملغزا فِي نَخْلَة وَكتب بهَا إِلَى القَاضِي