(وَمن إِذا شمت برقا نَحْو ربعهم ... بلت من الدمع أجفان وأردان)
(وَمن إِذا الطيف مِنْهُم زارني عجلا ... يشب فِي مهجتي جمر ونيران)
وَكتب إِلَيْهِ من فصل وَقد جَاءَ تلقائه الْكتاب الْكَرِيم الشافي وَوصل من نَحوه الْمِثَال الفخيم الوافي جلت طوالعه المهنئة حنادس الهموم وحلت نوارعه فوارس البالاغة فِي يَوْم مشهود لَهُ النَّاس وَذَلِكَ يَوْم مَعْلُوم فَمَا تنزل بِهِ روح لمعانيه من بَيَان سَمَاء البلاغه إِلَّا لشفاء أوامي وَلَا تدلى أَمِين يراعته على بَيَان بلاغته إِلَّا لبرئ أسقامي فَمَا أحلى مَا شربت من زلاله الْمعِين شافيا وَمَا أَلد مَا ارتويت من برد غَيره المغيث صافيا وَمَا أنور مَا تَبَسم بِهِ ثغره عَن لُؤْلُؤ عتاب كريم وَمَا أعطر مَا تنسم بِهِ فجره عَن غفران من الْمولى وَسَلام قولا من رب رَحِيم وَكتب إِلَى القَاضِي الْفَاضِل الْحُسَيْن ابْن النَّاصِر المهلى الشرفي فِي قَوْله متشوقا إِلَيْهِ
(لانت لمدلهم الْأَمر بدر ... يضيء وشمس معرفَة وبحر)
(وطود مَكَارِم وسبيل حق لِليْل دجى من الشُّبُهَات فجر ... )
(وَنور هدى لمن يعروه جهل ... ويم ندى لمن وافاه فقر)
(وفضلك شاع فِي الْعلمَاء حَتَّى ... تداول ذكره شام ومصر)
(بيُوت علاك شامخة طوال ... ووروض هَوَاك ناضره يسر)
(وفضلك جَاءَنِي فاهتز عطف ... لَهُ منى وطاب بِذَاكَ صدر)
(علومك أَصبَحت عسلا مصفى ... وَفِي أَنهَار هالين وخمر)
(وخور حسانها متبخترات ... تَدور بشأنها ولهنّ نشر)
(واشبه بالنسيم الرطب شَيْئا ... عتاب فِيهِ للمعتوب عذر)
(لتأخير الرسائل مِنْك عني ... وَذَلِكَ بَين أهل الودّ فَخر)
(وَأَنت حميت نور سَواد عَيْني ... ورق ولاي تَحت ولاك حجر)
(فَإِن لكم لَدَى بني المهلى ... وداد أَلا يحول وَلَا يُفَسر)
(فجدلى يَا حُسَيْن بِحسن صفج فَمن يعْفُو لَهُ فضل وَأجر ... )
(عَلَيْك تَحِيَّة وَسَلام رب ... رَحِيم مَا أنار وضاء بدر)
وَمِمَّا كتب إِلَيْهِ أَيْضا يتشوق بمروره بمحله
(منتظر الْقلب مَتى وصلكم ... فحالنا شقّ بِهِ الأنتظار)
(والشوق منا لم يزل صالبا ... جوانح الْقلب يجمر ونار)