آمنا على نَفسه وأمواله وَأَنه إِذا تعرضه حُسَيْن باشا يقاتلونه مَعَه ثمَّ أَمر الشريف نصوح باشا أَن يذهب بِنَفسِهِ إِلَى حُسَيْن باشا ويصالحه لكَون نصوح باشا كَانَ ضرب بنت حُسَيْن باشا وَأخذ أموالها فَذهب وَمَعَهُ شاطر وَاحِد إِلَى منزل حُسَيْن باشا فَأكْرمه وسقاه شربة سكر بَعْدَمَا امْتنع نصوح باشا فَشرب حُسَيْن باشا من الْإِنَاء قبله فاقتدى بِهِ وَشرب وَلما ذهب كَانَ لابسا درعا تَحت الثَّوْب وَظن النَّاس خُرُوج نصوح باشا خُفْيَة لَيْلًا خوفًا من حُسَيْن باشا وعساكره فَلم يكن الْأَمر كَذَلِك بل خرج بعساكره وطبوله وزموره وَقت الْغَدَاة فودعه حُسَيْن باشا وَاسْتولى على الديار الحلبية وشحنها من السكان وصادر الْأَغْنِيَاء والفقراء لأجل علوفة السكان ثمَّ أَمر سِنَان باشا حُسَيْن باشا بالتوجه إِلَيْهِ لقِتَال الشاه فَقدم رجلا وَأخر أُخْرَى وتثاقل عَن السّفر حَتَّى حصلت الكسرة بِبِلَاد الْعَجم للعساكر العثمانية فِي وقْعَة مَشْهُورَة قتل فِيهَا جمَاعَة من الْأُمَرَاء وَكَانَت فِي سادس عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع عشرَة وَألف فَلَمَّا رَجَعَ الْوَزير سِنَان باشا ابْن جغالة أدْركهُ حُسَيْن باشا فِي رجعته بِمَدِينَة وَأَن فَقتله لتأخره فِي السّنة الْمَذْكُورَة وَكَانَ يُرِيد جعل ابْن أَخِيه الْأَمِير عليا قَائِما مقَامه بحلب فَلَمَّا بلغه قتل عَمه تملك حلب وَخرج بهَا على السلطنة وتولدت من ذَلِك فتن عَظِيمَة سنذكرها فِي تَرْجَمَة الْأَمِير عَليّ إِن شَاءَ الله تَعَالَى
الشَّيْخ حُسَيْن بن حسن بن أَحْمد بن سُلَيْمَان أَبُو مُحَمَّد الغريفي البحراني فَقِيه الْبَحْرين وعالمها المشارة إِلَيْهِ فِي عصره ذكره السَّيِّد عَليّ فِي السلافة فَقَالَ فِي حَقه ذونب يضاهي الصُّبْح عموده وَحسب أَوْرَق بالمكرمات عوده وناهيك بِمن ينتمي إِلَى النَّبِي