(وأبلج أمّا الخدّ مِنْهُ فأحمر ... وأمّا قوام الْقد مِنْهُ فأسمر)
(وأمّا ثنايا ثغره حِين تجتلى ... فكأس جمانٍ فِيهِ خمرٌ وكوثرُ)
(تغازل عَن عَيْني مهاة وشادن ... يلاحظنا مِنْهَا سِهَام وأبتر)
(هِيَ الْبيض إِلَّا أَنَّهَا حندسية ... هِيَ النبل إِلَّا أَنَّهَا تتكسر)
(هِيَ السحر إِلَّا أنّ فِيهَا خصائصاً ... بهَا عَالم السحر الصناعي يسحر)
(وَفِي خدّه خَال يَقُولُونَ إِنَّه ... بِلَال لَهُ فِي جَامع الْحسن مِنْبَر)
(بلَى ذَلِك الْخَال الصَّرِيح إِشَارَة ... عديمة مثل لَا بِلَال وَعَنْبَر)
(شَكَوْت لَهُ من فَتْرَة فِي جفونه ... لشدّة مَا ألْقى بهَا حِين تفتر)
(وَمَا أَنا فِيهِ من هوى وصبابة ... تبيت بهَا الأحشاء تطوى وتنشر)
(وأفصح عَن لفظ توهمت أَنه ... جمان من الثغر الجمانيّ يبهر)
(وَقَالَ نعم هَذَا لعَيْنِي مَذْهَب ... وفتنة نفس الْمَرْء شَيْء مُقَدّر)
(بروحي جوّار اللحاظ وقدّه ... يُحَقّق فِينَا عدله حِين يخْطر)
(أَلا إِن عدل الْقد أكبر شَاهد ... عَلَيْك بجور الحكم وَالله أكبر)
(ورقة هَذَا الْجِسْم مِنْك بأنني ... رَقِيق هوى والمثل بِالْمثلِ ينظر)
(فَللَّه أزمان تواصل يَوْمهَا ... بليلتها والعمر كالعيش أَخْضَر)
(وليل عهدناه وَإِن كَانَ أسوداً ... كشعر الصِّبَا يشكو سواداً فيشكر)
(وأحباب قلب لَيْسَ إلاّهم المنى ... صفاء ودادي فيهم لَا يكدر)
(دَلَائِل عشقي فِي هواهم صَرِيحَة ... ومعرفتي فِي حبهم لَيْسَ تنكر)
(ربحت هواهم فِي زمَان شبيبتي ... وشبت فَلَنْ أرْضى بِأَنِّي أخسر)
(فَلَا تنكروا أَن أرسل الجفن دمعه ... وَقد جَاءَ فِي رَأْسِي من الشيب مُنْذر)
(وَيَعْقُوب أحزاني ويوسف فتنتي ... وَصَالح أعمالي عساني أوجر)
(خليليّ عهد الله إِن جزتما الْحمى ... وعاينتما قلبِي ببيداه يجأر)
(فدلا عَلَيْهِ جيرة الْحَيّ واذكرا ... لَهُم من حَدِيث الصب مَا يَتَيَسَّر)
وَمن شعره قَوْله وهما آخر شعر قَالَه
(وَقد مَاتَ شيطاني وَلَكِن تَائِبًا ... عَن الغِي حَتَّى الشّعْر فَالله يرحمه)
(وخلفت دين الصادرين إلَيْكُمَا ... يكفر ذَنبا للقريض ويختمه)
وَكَانَت وَفَاته فِي سنة سِتّ وَسبعين وَألف بالجبى بِفَتْح الْجِيم وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة ثمَّ يَاء