للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِصِحَّتِهَا برهانها وَكَانَ يَقُول لَوْلَا خطة أخافها لأشتهر عني خلَافهَا وَله فِي الْأَدَب مَحل لَا ينْقض أبرامه وَلَا يحل ملك بِهِ زِمَام السجع والقريض وميز بِهِ بَين الصَّحِيح وَالْمَرِيض فَمن نظمه مَا كتبه إِلَى بعض الْأَعْيَان مراجعا عَن لِسَان وَالِده

(تبدّي لنا برق بافق رَبِّي نجد ... فأذكرني عهدا وناهيك من عهد)

(وهيمني شوقاً وَزَاد بِي الأسى ... وأضرم بِي نَار الصبابة والوجد)

(وجددّ لي ذكر اللَّيَالِي الَّتِي خلت ... وَطيب زمَان بالحمى طيب الْورْد)

(زَمَانا جلاذ وَالْحسن شمس جماله ... علينا فشاهدنا بِهِ الشَّمْس فِي برد)

(وأيدت لنا ذَات الْجمال جبينها ... فأخجل بدر الْأُفق فِي طالع السعد)

(هِيَ الرَّوْض تبدو للأنام بوجهها ... فنقطف زهر الْورْد من خدّها الوردي)

(وفاع لنا نشر الخزامي بروضة ... شدت وَرقهَا شوقاً على الأغصن الملد)

(تعنت على غُصْن الْأَرَاك بمدح من ... علا قدره السَّامِي على ذرْوَة الْمجد)

(جمال أهالي الْعَصْر أوحد وقته ... مشيد ربع الْمجد بالسعد والجدم)

(كَمَال قُضَاة الْمُسلمين أمامهم ... وموضح منهاج الرشاد لَدَى الرشد)

(عَلَيْهِ مدى الْأَيَّام منى تَحِيَّة ... تفوق فتيت الْمسك وَالْعود والند)

وَقَالَ فِي مثل هَذَا الْغَرَض

(غنت الْوَرق فِي المسا والبكور ... ساجعات على غصون الزهور)

(وتبدت من كلة الْحسن خود ... تخجل الشَّمْس من سناء البدور)

(قد تحلت من الجمان بِعقد ... جلّ فِي الْحسن والبها عَن تظير)

(فاقتطفنا من خدّها زهر ورد ... فاق نشر النسرين والمنثور)

(وارتشفنا من ثغرها العذب شَهدا ... فانتشونا لَا نشوة المخمور)

(برّدت بالوصال قلب كئيب ... كَانَ فِيهِ للهجر نَار السعير)

(يَا لَهَا عذبة الثنايا رادحاً ... قد تبدّت فِي زِيّ طبي غرير)

(قد أتتنا من عَالم الْعَصْر مولى ... قد تسامى على السهى والأثير)

(الإِمَام الْهمام رب الْمَعَالِي ... الْفَقِيه البليغ فِي التَّقْرِير)

(ظلّ دَوْمًا بِمصْر مفتي البرايا ... أوحد الْعَصْر ذِي الْمقَام الخطير)

(قد أَتَانِي مولَايَ مِنْك كتاب ... ذُو نظام حكى عُقُود النحور)

(ففضضت الختام عَن كنز علم ... حَاز مِنْهُ الْغناء كل فَقير)

<<  <  ج: ص:  >  >>