للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْمعرفَة وَأما فِي الموسيقى عل إختلاف أَنْوَاعه فَهُوَ فِيهِ أعرف من أدركناه وَسَمعنَا بِهِ وَله فِيهِ أغان صنعها على طَريقَة أساتذة هَذَا الْفَنّ لكنه كَانَ ردي الصَّوْت جَريا على الْعَادة فِي الْغَالِب من أَنه لَا يجْتَمع حسن الصَّوْت مَعَ المهارة الْكُلية فِي فن الموسيقى كَمَا امتحناه كثيرا فِي أَرْبَاب هَذَا الْفَنّ وَكَانَ رَحل فِي أول أمره إِلَى الْقَاهِرَة واستفاد هَذِه المعارف من أَرْبَابهَا الْمَشْهُود لَهُم فِيهَا بالتفوق وَقدم دمشق وانتفع بِهِ خلق كثير من فضلاء دمشق فِي هَذِه الْفُنُون من أَجلهم الشَّيْخ عبد الْحَيّ ابْن الْعِمَاد العكاري الصَّالِحِي الْآتِي ذكره وَكَانَ لَهُ ثروة ويتجر وَله بعض ايثارات وَكَانَ حسن الذَّات خلوقا كَامِل الصِّفَات ملازم الْعِبَادَة منغزلا عَن النَّاس ودودا متواضعا وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ من الكملاء المعروفين والفضلاء الموصوفين وَكَانَت وَفَاته فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَألف

رَجَب بن عماد الدّين المنلا العجمي الْكَاتِب ذكره النَّجْم فِي الذيل وَقَالَ فِي تَرْجَمته دخل دمشق فِي حُدُود الْألف وانتفع بِهِ خلق كثر فِي الْكِتَابَة عَلَيْهِ وَكَانَ حسن الْخط جدا وَله مُشَاركَة فِي بعض الْعُلُوم وَكَانَ يدعى معرفَة الموسيقى مَعَ أَنه لَا صَوت لَهُ وَيَزْعُم أَنه أحسن النَّاس صَوتا وَكَانَ يغلب على طبعه التغفل مَعَ دَعْوَى الفطانة وَكَانَت وَفَاته فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة بعد الْألف

رَحْمَة الله بن عُثْمَان قَاضِي الْقُضَاة الينكيشري المولد أحد فضلاء الزَّمَان المتمكنين من المعارف والعلوم قدم من بَلْدَة قسطنطينية واشتغل بهَا إِلَى أَن برع ولازم من الْمولى عبد الْعَزِيز بن الْمولى سعد الدّين ثمَّ وصل إِلَى خدمه الْمولى حُسَيْن ابْن أخي الْمُقدم ذكره فصيره نَائِبه وَهُوَ قَاضِي الْعَسْكَر بروم إيلي وَلما ولي الْإِفْتَاء وَجه إِلَيْهِ أَمَانَة الْفَتْوَى ودرس بمدارس الرّوم إِلَى أَن وصل إِلَى الْمدرسَة السليمانية وَولي مِنْهَا قَضَاء حلب ثمَّ قَضَاء مصر وَلم تطل مدَّته بهَا وَنقل إِلَى قَضَاء الشَّام فِي غَزَّة جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين وَألف ودخلها فِي ثَالِث عشر الشَّهْر الْمَذْكُور وَكَانَ فِي غَايَة من الإعتدال فِي حكومته متشرعاً مراعياً القانون السّلف فَفِيهَا متضلعاً حسن الْعبارَة وَكَانَ يكْتب إِمْضَاء الصكوك بإنشاء عَجِيب مستحسن وَلَقَد وقفت لَهُ من ذَلِك على إمضاآت كَثِيرَة فَمن ذَلِك قَوْله بذلت الوسع فِي إِيضَاح مَا تكنه صُدُور سطور الرّقّ وَلم آل جهدا فِي تَحْقِيق الْحق وفحصا عَن كل مَا جلّ مِنْهُ ودق حَتَّى أَسْفر فجر الْحَقِيقَة على مَا سطر فِيهِ من النسق فحكمت بِكَوْن

<<  <  ج: ص:  >  >>