(واعذر فديتك وَاصْفَحْ عَن مؤاخذتي ... فَمن لعبد إِذا وافاك أَو هربا)
(واسلم على كل حَال أَنْت طالبها ... فَلَا يسر الْفَتى إِلَّا بِمَا طلبا)
وَمِنْهُم الْأَمِير المنجكي فَإِنَّهُ قَالَ فِي مدحه قصيدته الفائية الْمَشْهُورَة ومطلعها
(صَبر الْفُؤَاد على فعال الجافي ... نعم الْكَفِيل لكل أَمر كَافِي)
(فاحمل على النَّفس الصعاب مؤملا ... من فضل رَبك وَاسع الألطاف)
(أَو لست من قوم إِذا ذكر العلى ... كَانُوا لَهُ من أشرف الأخلاف)
(شادوا الْمَسَاجِد والقصور فَهَذِهِ ... للعابدين وَتلك للأضياف)
(إِنِّي وَإِن كنت الْقَلِيل ثراؤه ... لست المقصر عَن ندى أسلافي)
(كَانَ الزَّمَان لَهُم مُطيعًا خاضعاً ... وَأرَاهُ منتصباً لفعل خلافي)
(لم تبْق لي الْأَيَّام إِلَّا من لَهُ ... أسعى بِخَير وَهُوَ فِي اتلافي)
(أَو محرقاً قلبِي بهجر عتابه ... وَعَلِيهِ من نعماي ظلّ ضافي)
(أَو لَيْسَ من إِحْدَى الْأُمُور تخلفي ... عَن مجْلِس الْمولى بِغَيْر خلاف)
(اقضي قُضَاة الْمُسلمين وقامع الْقَوْم ... الْبُغَاة بصارم الأنصاف)
(كشاف أسرار البلاغة من غَدا ... للنَّاس من دَاء الْجَهَالَة شافي)
(بَحر الْعُلُوم الزاخر الطود الَّذِي ... أمنت دمشق بِهِ من الأرجاف)
(من لَيْسَ تبلغ بعض أيسر وَصفه ... إِن أسهبت أَو أطنبت أوصافي)
(مولَايَ شعْبَان الْمُعظم قدره ... أَنْت الرَّجَاء لكل راج عافي)
(عذاراً لعبد لَيْسَ يبلغ بعض مَا ... هُوَ وَاجِب من حق قدرك وافي)
(وَيرى صفاتك فِي النظام قد اغتدت ... بَين الورى كالدر فِي الأصداف)
(إِن الْمقَال لحَال من هُوَ موثق ... بعقال أرجاف الزَّمَان منافي)
(لكنما الورقاء أصدح مَا ترى ... عِنْد افتقاد الرَّوْض والألاف)
(وَأَنا الَّذِي لَك مَا حييت لِسَانه ... رطب بأنواع الثَّنَاء موافي)
(أبقاك رَبك للعباد فَلم تزل ... لتلافهم بيد الندى متلافي)
(واسلم على مر الدهور ملاحظا ... بالعون والإسعاد والإسعاف)
وَكتب إِلَيْهِ الأديب أَبُو بكر الْعمريّ هَذِه الأبيات وَيخرج من الْبَيْت الأول اسْم شعْبَان بطرِيق النعمية وَهِي قَوْله
(غرَّة الشَّام أَصبَحت شمس فضل ... لَاحَ مِنْهَا فِي الشَّام أَي شُعَاع)