ونفوذ الْكَلِمَة مبلغا رفيعا وَكَانَ فِي حد ذَاته أعجب من رؤى وَسمع فِي لطف البداهة والنكتة والنادرة وَله رِوَايَة فِي الشّعْر وَالْأَخْبَار وَاسِعَة وَكَانَ ينظم الشّعْر وَلم أر لَهُ الا هَذَا الْمَقْطُوع وَقد جَاءَ فِيهِ بمضمون لطيف وَهُوَ
(سقاني من أَهْوى كلون خدوده ... مدا مَا يرى سر الْقُلُوب مذاعا)
(ومذ شَبَّبَ الإبريق فِي كأس حاننا ... أَقَامَت دراويش الْحباب سَمَاعا)
وَألف فِي الطِّبّ تأليفا لطيفا سَمَّاهُ برْء سَاعَة وسمت همته فِي اقتناص شوارد المكرمات حَتَّى نفع بجاهه كثيرا من أهل دائرته ومدحه شعراء الْعَصْر وَأحسن مَا رَأَيْت من مدائحه قصيدة مدحه بهَا صاحبنا المرحوم عبد الْبَاقِي بن أَحْمد السمان الدِّمَشْقِي مستهلها
(بذكرك بعد الله يستفتح الذّكر ... فَمَا لسواك الْآن نهى وَلَا أَمر)
(وباسمك يسترقى السقيم فيشتفى ... بِهِ ويسح الْغَيْث أَو يبطل السحر)
(وَلَو لقن الشَّيْخ المريد حُرُوفه ... تجلت لَهُ الْأَنْوَار وانكشف السّتْر)
(ولور قموافي راية الْجَيْش رسمه ... لجاء على آثارها الْفَتْح والنصر)
(وَمَا الْمجد إِلَّا صُورَة أَنْت روحها ... كَمَا أَنْت معنى لَفظه الْكَوْن والدهر)
(وَمَا الْخَيْر إِلَّا مِنْك أوفيك أَو لَدَى ... جنابك أَو من شِئْت واليمن واليسر)
(جنابك مَسْعُود وبابك كعبة ... تَطوف بهَا الآمال تسبيحها الشُّكْر)
(تكَاد ترى خلق الفعال حَقِيقَة ... إِذا عدت ذَا سقم فعادلة الْعُمر)
(إِذا جدت بالدنيا جَمِيعًا لآمل ... تَقول لَهُ عد ثَانِيًا وَلَك الْعذر)
(إِذا مَا تَلا أوصافك الغر مادح ... يُقَال أفيمن همه الْحَمد وَالْأَجْر)
(وَقد حزت مجدا يحسر الطّرف دونه ... وتعنو لَهُ الأفلاك أَو تسْجد الزهر)
(وسعدا مكينا الوحوى الْبَدْر بعضه ... تنْزع عَن نقص وَلم يكسف الْبَدْر)
(وَأُوتِيت مَا لم يُؤْت لُقْمَان بعضه ... فَأَنت بِجمع الْفضل بَين الورى وتر)
(وجودا يكَاد الْبَحْر يشبه فيضه ... وهيهات أَن يحْكى مواهبك الْبَحْر)
مِنْهَا
(أمولاي إقبالا لعبد تَوَجَّهت ... إِلَيْك بِهِ الآمال وصلته الشُّكْر)
(إِذا مَا جرى ذكراك فِي مجْلِس غَدا ... يمِيل كَمَا النشوان مَالَتْ بِهِ الْخمر)
(وَيبْخَل بالتصريح بِاسْمِك غيرَة ... وحبا وإجلالا وَإِن علم الْأَمر)
(وَهل تختفي الشَّمْس المنيرة فِي الضُّحَى ... ويكتم نور الْبَدْر أَو يستر الْفجْر)