(أرى للقلب نحوكم انجذابا ... لأسْمع من جنابكم خطابا)
(فكم ليل بقربكم تقضى ... إِلَى سحر سُجُود أَو اقترابا)
(وَكم من نشوة وَردت نَهَارا ... فَلَا خطأ وعيت وَلَا صَوَابا)
(وَكم سحت علينا من نداكم ... غيوث لَا تفارقنا انسكابا)
(وَكم نفحات أنس أسكرتنا ... بهَا حضر الصَّفَا وَالْقَبْض غابا)
(توافقت الْقُلُوب على التداني ... فَلم نشْهد بِهِ مِنْكُم حِجَابا)
(لقد حَاز الْوَلِيّ بِكُل حَال ... من الرَّحْمَن فيضاً مستطابا)
(ترَاهُ بَين أهل الأَرْض أضحى ... لداعي الْحبّ أسرعهم جَوَابا)
(وَغير الله لَيْسَ لَهُ مُرَاد ... وَغير حماه لَا يَرْجُو انتسابا)
وَمن رَقِيقه قَوْله
(سقاني الْحبّ من خمر العيان ... فتهت بسكرتي بَين الدنان)
(وَقلت لرفقتي رفقا بقلبي ... وخاطبت الحبيب بِلَا لِسَان)
(شربت لحبه خمرًا سقاني ... كصحبي فانتشى مِنْهَا جناني)
(شطحت بشربها بَين الندامى ... ورشدي ضَاعَ مِمَّا قد دهاني)
(فأكرمني وتوجني بتاج ... يقوم بسره قطب الزَّمَان)
(وَأَمرَنِي على الأقطاب حَتَّى ... سرى أَمْرِي بهم فِي كل شان)
(وأطلعني على سر خفيّ ... وَقَالَ السّتْر من سر الْمعَانِي)
(فهام أولو النهى من بعد سكري ... وغابوا فِي الشُّهُود عَن الْمَكَان)
(مريدي لَا تخف واشطح بسري ... فقد أذن الحبيب بِمَا حباني)
وَقَوله
(نظرت إِلَيْك بِعَين الطّلب ... ومنك إِذن طلبي وَالسَّبَب)
(رَأَيْتُك فِي كل شَيْء بدا ... وَلَيْسَ سواك لعَيْنِي حجب)
(فَأَنت هُوَ الظَّاهِر المرتجى ... وَأَنت هُوَ الْبَاطِن المرتقب)
(وَأَنت الْوُجُود لأهل الشُّهُود ... وَأَنت الَّذِي كل شَيْء وهب)
(وعيني بِعَيْنِك قد أَبْصرت ... لعينك فِي كل تِلْكَ النّسَب)
وَمن مقاطيعه قَوْله
(وَلَقَد شكوتك فِي الضَّمِير إِلَى الْهوى ... وعتبت من حنق عَلَيْك تجننا)
(منيت نَفسِي فِي هَوَاك فَلم أجد ... إِلَّا الْمنية عِنْد مَا هجم المنا)