(أَنْت الذى ترتجى مكارمه ... وَكم أنَاس وجودهم عدم)
(أَنْت الذى الدَّهْر دون همته ... وَفَوق هام السهى لَهُ قدم)
(طود وقار بالحلم مُشْتَمل ... بَحر نوال بالجود ملتطم)
(يخجل صوب الْغَمَام نائله ... بل دون هتان كَفه الديم)
(أعتابه مأمن لداخلها ... من كل هول كَأَنَّهَا حرم)
وَقَالَ يمدح شيخ الاسلام المنقارى بقوله
(معَاذ الوفا أَن يصبح العَبْد خَالِيا ... عَن الشُّكْر للْمولى الذى قد وفاليا)
(وأنعم حَتَّى لم يدع لى مطلبا ... وأنكى بِمَا أسدى الى الاعاديا)
(وكل الذى أملته من نواله ... حظيت بِهِ بل فَوق مَا كنت راجيا)
(وَفرغ عَن قلبى سوى حبه الذى ... تمكن فى قلبى وأنعم بَالِيًا)
(فغاية سؤلى فى الزَّمَان رضاؤه ... وأقصى المنى ان كَانَ عَنى رَاضِيا)
(ولى نفس حر قد أَبَت غير حبه ... وحاشا لمثلى أَن يرى عَنهُ ساليا)
(وقلب اذا مَا الْبَرْق أومض موهنا ... قدحت بِهِ زندا من الشوق واريا)
(تحكم فِيهِ حَبَّة واشتياقه ... لَهُ الحكم فليقض الذى كَانَ قَاضِيا)
(فَللَّه عَيْش مر لى بظلاله ... أجربه ذيل المآرب ضافيا)
(أروح بافضال وأغدو بأنعم ... ويمنحنى ورد الْمحبَّة صافيا)
(وفزت بِعلم مِنْهُ عز اكتسابه ... وأصبحت من حلى الْفَضَائِل حاليا)
(اذا مَا دجى بحث وأظلم مُشكل ... أَضَاء بِنور الْفِكر مِنْهُ الدياجيا)
(يجول على نجب الذكاء بفكرة ... أَبَت فى الذى تبديه الا التناهيا)
(يفوق على الْبَحْر الخضم بِعِلْمِهِ ... ويرجح فى الْحلم الْجبَال الرواسيا)
(يسابق أجناد الرِّيَاح الى الندى ... وينضح جدوى راحتيه الغواديا)
(نظمت لَهُ عقد المديح منضدا ... جعلت مَكَان الدّرّ فِيهِ القوافيا)
وَكتب اليه يمدحه أَيْضا
(بأى لِسَان يحصر العَبْد مدح من ... دمى من أياديه ولحمى وأعظمى)
(وَمن عِشْت دهرا تَحت اكناف ظله ... أروح بافضال وأغدو بانعم)
(وفزت بِعلم مِنْهُ عز اكتسابه ... وَذَاكَ لعمرى حسرة المتعلم)
(ينزهنى فى ظاهرى وسرائرى ... بارشاده عَن كل ريب ومأثم)