قَالَ وَسمعت المزين يَقُول من طلب الطَّرِيق إِلَيْهِ بِنَفسِهِ تاه فِي أول قدم وَمن أُرِيد بِهِ الْخَيْر دلّ على الطَّرِيق وأعين على بُلُوغ الْمَقْصد فطوبى لمن كَانَ قَصده إِلَى ربه دون عرض من أَعْرَاض الأكوان
قَالَ وَسمعت أَبَا الْحسن المزين يَقُول من اسْتغنى بِاللَّه أحْوج الله الْخلق إِلَيْهِ
سَمِعت أَبَا بكر بن شَاذان يَقُول سَمِعت أَبَا الْحسن المزين يَوْمًا وَهُوَ بِالتَّنْعِيمِ يُرِيد أَن يحرم بِعُمْرَة يبكي طول طَرِيقه وينشد
(أنافعي دمعي فأبكيك ... هَيْهَات مَا لي طمع فِيك)
فَلم يزل كَذَلِك حَتَّى بلغ بَاب مَكَّة
وَسمعت أَبَا بكر الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت المزين يَقُول مَتى ظَهرت الْآخِرَة فنيت فِيهَا الدُّنْيَا وَمَتى ظهر ذكر الله فنيت فِيهِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَإِذا تحققت الْأَذْكَار فني العَبْد وَذكره وَبَقِي الْمَذْكُور بصفاته