الْعَبَّاس بن عَطاء وَلَقي رويما وَهُوَ من أفتى الْمَشَايِخ وَأَحْسَنهمْ طَريقَة واستقامة
ورد نيسابور وَأقَام بهَا مُدَّة وَكَانَ يعظ النَّاس وَيتَكَلَّم على لِسَان الْمعرفَة بِأَحْسَن كَلَام ثمَّ رَحل من نيسابور إِلَى سَمَرْقَنْد
وَمَات بهَا بعد الْأَرْبَعين وثلاثمائة
سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم يَقُول دخلت على أبي الْعَبَّاس الدينَوَرِي حِين أَرَادَ الْخُرُوج إِلَى سَمَرْقَنْد وَقلت لَهُ مَا الَّذِي يحملك على الْخُرُوج إِلَيْهَا مَعَ ميل أهل نيسابور إِلَيْك ومجبتهم لَك فَأَنْشَأَ يَقُول
(إِذا عقد الْقَضَاء عَلَيْك عقدا ... فَلَيْسَ يحله غير الْقَضَاء)
وسمعته يَقُول قَالَ أَبُو الْعَبَّاس الدينَوَرِي اعْلَم أَن طلب الله تَعَالَى ترك الطّلب واستحياء من الهيبة فِي الطّلب فَإِذا فني العَبْد فِي الطّلب اختطفه الْحق فِي الطّلب عَن الطّلب
سَمِعت عبد الله بن عَليّ الطوسي يَقُول قَالَ أَبُو الْعَبَّاس الدينَوَرِي مكاشفات الْأَعْيَان بالأبصار ومكاشفات الْقُلُوب بالاتصال
وَرَأَيْت بِخَط عبد الله بن مُحَمَّد الْمعلم قَالَ أَبُو الْعَبَّاس الدينَوَرِي الْعَالم متفاوتون فِي تَرْتِيب مشاهدات الْأَشْيَاء فقوم رجعُوا من الْأَشْيَاء إِلَى الله تَعَالَى فشاهدوا الْأَشْيَاء من حَيْثُ الْأَشْيَاء ثمَّ رجعُوا عَنْهَا إِلَى الله عز وَجل وَقوم رجعُوا من الله تَعَالَى إِلَى الْأَشْيَاء من غير غيبتهم عَنهُ فَلم يرَوا شَيْئا إِلَّا وَرَأَوا الْحق قبله وَقوم بقوا مَعَ الْأَشْيَاء لأَنهم لم يكن لَهُم طَرِيق مِنْهَا إِلَى الله ليجتازوا بهَا عَلَيْهَا