وَسمعت أَبَا عَليّ الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا عبد الله الْمُقْرِئ يَقُول من تعزز عَن خدمَة إخوانه أورثه الله ذلا لَا انفكاك لَهُ مِنْهُ
١٠٣ - وَمِنْهُم أَبُو مُحَمَّد الرَّاسِبِي وَهُوَ عبد الله بن مُحَمَّد
من أهل بَغْدَاد من جلة مشايخهم صحب أَبَا الْعَبَّاس بن عَطاء والجريري رَحل إِلَى الشَّام ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَغْدَاد وَمَات بهَا سنة سبع وَسِتِّينَ وثلاثمائة
سَمِعت أَبَا مُحَمَّد الرَّاسِبِي يَقُول الْقلب إِذا امتحن بالتوقي نزع عَنهُ حب الدُّنْيَا وَحب الشَّهَوَات وأوقف على المغيبات
وَسمعت أَبَا مُحَمَّد يَقُول أعظم حجاب بَيْنك وَبَين الْحق اشتغالك بتدبير نَفسك واعتمادك على عَاجز مثلك فِي أسبابك
وسمعته يَقُول لَا يكون الصُّوفِي صوفيا حَتَّى لَا تقله أَرض وَلَا تظله سَمَاء وَلَا يكون لَهُ قبُول عِنْد الْخلق وَيكون مرجعه فِي كل أَحْوَاله إِلَى الْحق عز وَجل
وسمعته يَقُول الهموم عقوبات الذُّنُوب
سَمِعت عَليّ بن سعيد الثغري يَقُول كنت عِنْد أبي مُحَمَّد الرَّاسِبِي فَجرى عِنْده ذكر الْمحبَّة فَقَالَ الْمحبَّة إِذا ظَهرت افتضح فِيهَا الْمُحب وَإِذا كتمت قتلت الْمُحب كمدا وأنشدنا على إِثْر ذَلِك