وعَجَزُ الوَرَى عن أن يجيئوا بمثل مَا … وَصفناه مَعْلُوم بطُول التجارِبِ
تَأبَّى بعبد الله أكرمِِ والدٍ … تبلَج منه عن كَريم المَناسِبِ
وشَيبة ذي الحَمد الذي فخَرت به … قُريش على أهل العُلا والمَناصِبِ
ومَن كان يُسْتَسْقَى الغَمامُ بوَجْهه … وَيصْدر عن آرائه في النَّوائِبِ
وهاشمُ البانِي مَشِيد آفتخاره … بغُرّ المَساعي وامتنان المَواهِبِ
وعَبد مَناف وهو علَّم قَومَه اشْـ … تطاط الاماني واحْتكام الرَّغائبِ
وإنّ قُضَياَّ من كريم غِراسه … لَفي مَنْهل لم يَدْنُ من كفِّ قاضِبِ
بِه جَمع الله القبائلَ بعدما … تَقسَمها نَهْبُ الأكفِّ السوالِبِ
وحَلَّ كلابٌ من ذُرَى المجد مَعْقِلاً … تَقاصَرَ عنه كلُّ دانٍ وغائبِ
ومُرَّةُ لم يَحْلُلْ مَريرةَ عَزْمِهِ … سِفاهُ سَفِيه أو مَحوبة حائِبِ
وكَعْبٌ عَلا عن طالب المَجْد كَعْبُهُ … فنال بأدْنَى السعْي أعلى المَراتبِ
وألْوَى لُؤَي بالعُداة فطُوِّعتْ … له هِمَمُ الشُّمِّ الأنوف الأغالبِ
وفي غالبٍ بأسٌ أبى البَأسُ دونهمْ … يُدافع عنهم كُلً قِرْنٍ مُغالِبِ
وكانت لِفِهْرٍ في قُريش خطابةٌ … يَعوذ بها عند آشْتجار المُخاطبِ
وما زال منهمْ مالكٌ خيرَ مالك … وأكرمُ مَصحوب وأكرمُ صاحبِ
وللنَضْر طولٌ يَقْصُر الطَّرْفُ دونه … بحيثُ التقى ضَوء النُّجوم الثواقبِ
لَعَمْري لقد أبْدَى كنانةُ قَبْلَه … محاسنَ تأبَى أن تَطُوعَ لغَالِبِ
ومِن قَبله أبْقى خزيمةُ حَمْدُه … تَلِيدَ تُراثٍ عن حَميد الأقارِبِ
ومَدْركةٌ لم يُدرك الناسُ مثلَه … أعفُ وأعلى عن دَنيء المَكاسِبِ
وإلياسُ كان اليَأسُ منه مُقارنا … لأعدائه قبلَ اعتداد الكتائبِ
وفي مُضَرٍ يَسْتجمع الفخرُ كلُه … إذا اعتركت يوماً زُحوف المَقانِبِ
وحلَّ نزارٌ مِن رياسة أهله … محلا تسامَى عن عُيون الرَّواقِبِ
وكانَ مَعدُّ عُدًة لولِّيه … إذا خاف مِن كَيد العدوّ المُحاربِ