زجاجة سَوْدَاء فِيهَا خمر فَقَالَ لَهُ الحسود الْمَذْكُور ان كنت شَاعِرًا فَقل فِي هَذِه فَقَالَ ارتجالا وَهُوَ ابْن مجير
(سأشكو إِلَى الندمان امْر زجاجة ... تردت بِثَوْب حالك اللَّوْن أسحم)
(نصب بهَا شمس المدامة بَيْننَا ... فتغرب فِي جنح من اللَّيْل مظلم)
(وتجحد انوار الحميا بلونها ... كقلب حسود جَاحد يَد منعم)
وَهل مِنْكُم من قَالَ لفاضل جمع بَينه وَبَين فَاضل وَهُوَ ابو جَعْفَر الذَّهَبِيّ
(ايها الْفَاضِل الَّذِي قد هَدَانِي ... نَحْو من حمدته بأختيار)
(شكر الله مَا اتيت وجازاك ... ولازلت نجم هدى لساري)
(أَي برق افاد أَي غمام ... وصباح ادى لضوء نَهَار)
(وَإِذا مَا غَدا النسيم دليلي ... لم يُحِلنِي إِلَّا على الأزهار)
وَهل مِنْكُم اعمى قَالَ فِي ذهَاب بَصَره وَسَوَاد شعره وَهُوَ التطيلي
(اما اشتفت مني الْأَيَّام فِي وطني ... حَتَّى تضايق فِيمَا عَن من وطري)
(وَلَا قَضَت من سَواد الْعين حَاجَتهَا ... حَتَّى تكر على اطل فِي الشّعْر)
وَهل مِنْكُم الَّذِي طَار فِي مَشَارِق الارض وَمَغَارِبهَا قَوْله وَهُوَ أَبُو الْقَاسِم ابْن هَانِيء الالبيري ... فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر ... وامدكم فلق الصَّباح المسفر ... وجنيتم ثَمَر الوقائع يانعا ... بالنصر من ورق الْحَدِيد الْأَخْضَر ... وَقد سَمِعت فائتيه فِي النُّجُوم وَلَوْلَا طولهَا لانشدتها هُنَا فَأَنَّهَا احسن مَا قيل فِي مَعْنَاهَا
وَهل مِنْكُم من قَالَ فِي الزّهْد مثل قَول أبي وهب العباسي الْقُرْطُبِيّ