للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سَمَيْدَعاً مُعَاوِدَ الإقْدَامِ

أو جَيْئَلاً ظَلَّتْ بذاتِ هامِ

في غارها الأيْسَرِ ذِي العِظَامِ

سافِلَة اللُّبِّ إلى البِهامِ

تَعْمدُ للشَّوَاخِصِ العِظامِ

كأنَّ أعلى شِدقها اللُّؤامِ

فَرْغَانِ مالا ذَقِنا الإيذامِ

تَلُفُّهُ مُدْلَمَّسَ الظلامِ

لَفَّ الْعَجُوزِ قَرَدَ القُمامِ

١٣ - وتقول العرب: " عيثى جعار "؛ يقال ذلك للرجل المفسد.

قال: القحيف العقيلي:

عاثَتْ في العَتِيق بنوِ قُشَيْرٍ ... كَعَيْث جَعَارِ في أخْرَى الرُّخالِ

خَنَائي يأكلون التمر لَيْسُوا ... بزَوُجاتٍ يَلِدْنَ ولا رِجالِ

وسال سيل بالضبع، فطرحها في البحر، ففتحت عينها وقالت: وذا ماء! ١٤ - " عطر منشم " حدثنا الحسن بن عليل، قال: حدثنا أبو علي إسماعيل، قال: حدثني أبو فيد، قال: حدثني رجل من بني عبادة بن عقيل، كان ظريفا فصيحا، قال: أهديت امرأة يقال لها منشم، إلى رجل، فلما خلا بها امتنعت منه، فشجها فخرجت على نسائها مدماة، فقلن: بئس ما عطرك زوجك، ثم جعلته العرب مثلا؛ فقال الأعشى:

أرانِي وعمراً بيننا دَقُّ مَنْشَم ... فلم يَبْقَ إلاَّ أَنْ يُجَنَّ وَأكْلَبا

وقال زهير:

تَدَارَكْتُماَ عَبْساً وذُبْيانَ بعدما ... تفانَوْا ودَقُّوا بينهم عِطْرَ مَنْشَمِ

فلما جعله عطراً، جعله مدقوقا.

١٥ - " أروغ من ثعلب ". قال النابغة الجعدي:

وَبَعْضُ الأخِلاَّءِ عند البَلاَ ... ءِ والرُّزْءِ أرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبِ

١٦ - " لم يحرم من فصد له ". قال أبو فيد: أكثر ما سمعنا بتسكين الصاد، ومنهم من يجرها، فيقول: فصد له. والفصد: أن يملأ المصير دما، من وداج بعير أو فرس، ثم يشوي فيؤكل. وقال جرير:

أكلوا الفصيدَ فصيدَ أيْرِأ بِيهمُ ... أو حَيْضَ بَرْزَةَ فالسِّبَالُ دَوَامِ

وكانت عنزة أسروا حاتم طيء، فغزت رجالهم، وترك مع النساء والضعفة من الرجال، فقالوا: أتحسن تغير؟ فقال: إذا لمع البشير. وإنما قالوا له: أتحسن تفتل الحبل. يقال: أغرته إذا فتلته. ثم قالوا له: افصد لنا، فقام إلي ناقة فعقرها، فقالوا له: أهكذا الفصد؟ وأوجعوه ضربا.

قال: هكذا فزدي أنه، يريد: فصدي أنا.

١٧ - " ولدك من دمي عقبيك ".

١٨ - وكذلك: " لا يرحل رحلك من ليس معك ".

١٩ - " اليوم ظلم ". جاء رجل بإبله عطاشا، وقد قرى له، فوجد قوما قد سقوا على مائة، الذي قراه فراطه، فسقوا ومنعوه السقى وكثروه؛ فقال:

خَلُّو سَبِيلَ الوِرْدِ واليَوْمُ ظَلَمْ

يقول: أرضى اليوم، بما لم أكن أرضى به قبل اليوم لو ظلمتموني، لم أرض بأن أسقى إبلى، حتى أمنعكم وأضربكم.

٢٠ - " هدرت دماؤهم " و " سحتت دماؤهم " تسحت سحتا.

ويقولون: " قد أسحتنا لكم دم فلان " و " دمه سحت ". وقال رجل من بنى سلامان:

غَنِينا إذِ الأقوامُ سَحْتٌ دِماؤُهمْ ... إذا حُلَّ أجْزاعُ الطّراتَيْنِ نَغْضَبُ

فلمَّا دَجا الإسْلاَمُ كَفَّ سِلاَحُنا ... وعَزَّبه الرِّفْدُ الذَّليلُ المغلّبُ

٢١ - وكذلك: " البئر جبار "، إذا ام تكن على طريق، يقول: لا دية فيها. وقال الشاعر:

كلُّ شَيءْ سِوى دماءِ بني ذُهْلٍ ... من الخِزْىِ ما حِييتُ جُبَارُ

٢٢ - وكذلك: " طل دمه ". قال المنخل اليشكرى:

طُلَّ وَسْطَ البُيُوتِ قَتْلِى بلا جُرْ ... مٍ وقَوْمي يُرَشَّحونَ السِّخَالاَ

وقال الحارث بن عباد:

طُلَّ مَنْ طُلَّ في الحروُبِ ولم أو ... تَرْ بُجيْراً أبأتُهُ ابنَ أَبانِ

٢٣ - " المبسل ": المسلم. قال الله عز وجل: (أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا) . قال الشنفري الأزدي:

هُنا لِكَ لا أرْجُو حَياةً تَسُرُّنِي ... سَمِير اللَّيَالي مُبْسَلاً بِالجرَائر

٢٤ - " الفَنْعُ " و " الفَنَعُ ": الجدة والغنى. قال عمران بن عصام العنزي:

ولا أعتَلُّ في فَنَعٍ بَمْنعٍ ... إذا نابتْ نوائبُ تَعتَرِيني

<<  <   >  >>