الْقَضَاء وَحصل لَهُ أَذَى كثير من نَائِب حماة أشبك بن أزدمر ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الْأَمِير شيخ لما كَانَ نَائِب طرابلس فَلَمَّا أَخذ دمشق من الْأَمِير نوروز فِي سنة إِحْدَى عشرَة جَاءَ الْمَذْكُور إِلَيْهِ فولاه الخطابة بالجامع الْأمَوِي فَكَانَ يخْطب خطبا بليغة بفصاحة وَصَوت جَهورِي وَكَانَ يحضر مَعَ الْفُقَهَاء فِي قِرَاءَة البُخَارِيّ بدار السَّعَادَة وَظهر علمه وفضله وَقُوَّة إِدْرَاكه وَحسن أَدَائِهِ وَلما جَاءَ النَّاصِر فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة حصل لَهُ أَذَى من الأستادار جمال الدَّين ثمَّ ولي قَضَاء حلب مُدَّة يسيرَة ثمَّ عزل فِي ربيع الْأُخَر سنة أَربع عشرَة وَلما انتصر الْأَمِير شيخ على النَّاصِر فرج توجه القَاضِي نَاصِر الدَّين مَعَه فولاه كِتَابَة السِّرّ بالديار المصرية بعد أَن تسلطن بِثَلَاثَة أشهر فِي شَوَّال سنة خمس عشرَة وَتقدم عِنْده وَصَارَ أَكثر الْأُمُور مرجعها إِلَيْهِ ويستبد بِكَثِير مِنْهَا وَكَانَ كثير الإدلال على السُّلْطَان يُرَاجِعهُ ويرادده وَلَا يفعل إِلَّا مَا يُرِيد وَله الْحُرْمَة الوافرة وَكَانَ رَئِيسا كَبِيرا ذَا مُرُوءَة وعصبية وهمه عالية وَله فِي الْأَدَب الْيَد الطُّولى وَهُوَ من بَيت الرِّئَاسَة وَالْعلم وَقدم مَعَ السُّلْطَان فِي سنة سبع عشرَة فِي فتْنَة نوروز وَتوجه مَعَه إِلَى حلب وَعَاد الى مصر ثمَّ قدم ثَانِيًا فِي سنة ثَمَان عشرَة فِي فتْنَة قانبابي وَتوجه مَعَ السُّلْطَان إِلَى بِلَاد الشمَال وَرجع إِلَى مصر ثمَّ قدم مَعَ السُّلْطَان
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute