للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

* * * وفي " ص ٢٤٨ س ٤ " وأنشد أبو علي - رحمه الله - لأبي داود:

طَويلٌ طامِحُ الطّرْفِ ... إلى مُفْزَعةِ الكَلْبِ

حَدِيدُ الطَّرْفِ والمَنْكِ ... بِ والعُرْقُوب والقَلْبِ

ذا الشعر ليس لأبي داود ولا وقع في ديوانه؛ وإنما هو لعقبة بن سابق الهزَّاني، كذلك قال أهل الضبط من الرواة؛ وبعد البيتين:

يَخُدُّ الأرضَ خَدًّا بِ ... صُمُلٍّ سَلِطٍ وَأْبِ

صحيحُ النَّسرِ والأرسا ... غ مثلُ الغُمَر القَعْبِ

مفزعة الكلب: أقصى موضع يُسمع منه الكلب إيساد صاحبه؛ وإنما يريد أنه مدرَّب حاذق بالصيد، فإذا فزع الكلب إلى جهة طمح ببصره إليها.

* * * وفي " ص ٢٥٠ س ١٤ " قال أبو علي - رحمه الله -: العصفور: العظم الذي ينبت عليه الناصية؛ قال حميد:

ونَكَّلَ الناسَ عنَّا في مواطِننا ... ضَربُ الرءوس التي فيها العصافِيرُ

لو أراد الشاعر بالعصافير هنا العظام لم يكن للكلام فائدة، لأن في كل رأس عصفور، فكأنه قال: ضرب الرءوس التي فيها الشعور؛ وإنما يريد الرءوس التي فيها الزَّهو والطِّماح إلى ما لا تناله. والعرب تكني بالعصافير عن الكبر والخيلاء وتقول: طارت عصافير رأسه: إذا ذهب كبره؛ قال الشاعر:

كفِيلٌ لرأسِ أَخِي نَخْوَةٍ ... بضربٍ يُطِيرُ عصافِيرَه

كما يقولون: في رأس فلان نعرة. وقبل البيت الذي أنشده:

إذ لا حجازَ لنا إلاّ مُقَوَّمَةٌ ... زُرْقُ الأسِنَّةِ والجُرْدُ المحَاضِيرُ

<<  <   >  >>