للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

* * * وفي " ص ٢٢٥ س ١٦ " وأنشد أبو علي - رحمه الله - لبشار أبياتا منها:

مَنَّيْتِنَا زَوْرةً في النوم واحدةً ... ثَنِّى ولا تَجْعَلِيها بَيْضَهَ الدِّيك

والمحفوظ في هذا البيت:

قد زُرْتِنَا زَوْوَرَةً في النوم واحدةً

ويروى: في الدهر واحدة؛ وعلى هذا يصح معنى البيت، لأنه أثبت زورة واحدة وسأل أن تُثنى. وعلى رواية أبي علي - رحمه الله - إنما منَّته في النوم زورة لم تف بها، فكيف يسألها أن تُثنِّي ما لم يتقدَّم له إفراد، إلا إن كان يريد أن تُمنيِّيه مره أخرى، وهذا لا يُتمعني.

وفي " ص ٢٣٠ س ١ " وأنشد أبو علي - رحمه الله - للمرار الفقعسي:

لا يَشتَرُون بهجعةٍ هَجَعوا بها ... ودواءِ أَعْيُنِهم خُلُوَد الأَوجَسِ

هذا وهم من أبي علي - رحمه الله - والشعر للمرار بن منقذ العدوي، لا للمرار بن سعيد الفقعسي؛ كما ذكر من قصيدة معلومة يتّصل بالبيت منها قوله:

فَتَناوَمُوا شيئا وقالوا عَرِّسَوا ... في غير تَنْئِمة بغير مُعَرَّسِ

فكأنَّ أَرحُلَنا بواد مُعشِبِ ... بلوَى عُنَيْزَةَ من مُغِيض التُّرْمُسِ

في حَيثُ خالطت الخُزامَي عَرْفَجَا ... يأتيكَ قابِسُ أهلِهِ لم يَقْبِسِ

لا يشترُون بهجعة هَجَعُوا بها ... ودواءِ أعينِهم خُلُودَ الاوْجَسِ

فرَفعْتُ رأسي للرَّحِيلِ ولا أرى ... كاليوم مُصْبَحَ مَوْرِدٍ مُتَغَلِّسِ

قوله: تنئمة، أي لم يرفعوا بذلك أصواتهم ولكن إشارة أشار بعضهم إلى بعض. بغير معرس، أي لم يكن موضع تعريس؛ ولكنا لما وجدنا لذة النوم فكأنا في روض هذه صفته. وقوله:

<<  <   >  >>