هذا الشيباني طعن أبا أسماء هذه المذكورة واكتفى في قوله: أأسماء لم تسألي، بهمزة النداء عن همزة الاستفهام؛ كما قال امرؤ القيس:
أصاحِ ترى بَرْقا أُرِيكَ وَمِضَهُ
والدواء: الصنعة وحسن القيام على الدابة؛ قال يزيد بن خذَّاق:
ودَاوَيْتُها حتى شَتَتْ حبشيّةً ... كأنّ عليها سُنْدُساً وسُدُوسا
وقيل: أراد بالدواء: اللبن، وكان أحسن ما يقومون به على الدابة؛ وإنما أراد أهلكه فقد الدواء؛ كما قال النابغة:
فإنِّي لا أُلامُ على دُخُولٍ ... ولكن ما وَرَاءَكَ يا عِصامُ
أراد على ترك دخول؛ وكذلك قول أبي قيس بن رفاعة:
أنا النذيرُ لكم منّي مُناصحَةً ... كي لا أُلامَ على نَهْيٍ وإنذارِ
أراد على ترك نهي وإنذار؛ وكذلك قول الخنساء:
يا صخرُ وَرَّادَ ماءٍ قد تناذَرَهُ ... أهلُ المياه وما في وِرْدِه عارُ
تريد في ترك ورده: ثم قال الشاعر: لا نصيب للمهر من الطعام غير أنهم إذا أوردوا ضيَّحوا له قعباً بذنوب ماءٍ وسقوه. والحنو: كل ما فيه اعوجاج كحنو الضلع واللحي. والصَّلا: ما عن يمين الذنب وشماله؛ يقول: غاب حنوه في صلاه من الهزال. وهذا أبلغ ما وصف به الهزيل من الدواب؛ وإنشاد أبي علي - رحمه الله -: