وقيس هذا شاعر فارس جاهلي، يكنى أبا هند، وعروة بن الورد بن زيد بن عبد الله العبسي يكنى أبا نجدة، شاعر فاتك جاهلي أيضا. إلا أن أبا الفرج روى عن بعض رجاله: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجلى عروة مع من أجلى من بني النضير، وكان نازلاً فيهم بامرأة سباها من مزينة. وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - للحطيئة: كيف كنتم في حربكم؟ قال: كنا ألف حازم. قال: وكيف ذلك؟ قال: كان منا قيس بن زهير وكان حازما لا نعصيه، فكأنا ألف حازم؛ وكنا نأتم بشعر عروة ونقدم بإقدام عنترة.
* * * وفي " ص ٢١٣ س ١٣ " قال أبو على - رحمة الله - في الإتباع: ويقولون: حسن بسن.
قال أبو على - رحمة الله -: يجوز أن تكون النون في بسن زائدة كما زادوها في قولهم: امرأة خلبن، وهي الخلابة؛ وناقة علجن من التعلج وهو الغلط. فكان الأصل في بسن بساً. وبس مصدر بسست السويق أبسه بساً إذا لتته بسمن أو زيت ليكمل طيبه، فوضع الابس في موضع المبوس وهو المصدر، كما قيل: درهم ضرب الأمير، أي مضروب الأمير؛ ثم حذفت إحدى السنين وزيدت فيه النون وبنى على مثال حسن، فمعناه: حسن كامل الحسن. قال: وأحسن من هذا المذهب الذي ذكرناه أن تكون بدلا من حرف التضعيف، لأن حروف التضعيف تبدل منها الياء مثل تظنيت وتقضيت وأشباهها، فلما كانت النون من حروف الزيادة كما أن الياء من حروف الزيادة وكانت من حروف البدل أُبدلت من السين؛ إذ مذهبهم في الإتباع أن تكون أواخر الكلم على لفظ واحد، مثل القوافي والسَّجع، ولتكون مثل حسنٍ. قال: ويقولون: حسن قسن، فعمل بقسن ما عمل ببسن. والقسُّ: تتبع الشيء وطلبه؛ فكأنه حسن مقسوس، أي متبوع مطلوب.
هذه هذرمة وحجاج مقحمة. أما قوله: إنَّ النون في بسن زائدة كزيادتها في خلبن وعلجن فشاذٌ لا نظير له؛ لأن بسناً من ذوات الثلاثة وهي لا تحتمل الزيادة لما كانت أقلَّ الأصول. وأما