وَالثَّانيَِة وَهِي اشهر انها تُبَاح بِالْإِكْرَاهِ كَمَا تُبَاح الْمُحرمَات بالأضطرار فَإِن الْمُكْره قد يخَاف من الْقَتْل اعظم مِمَّا يخَاف الْمُضْطَر غير بَاغ وَلَا عَاد وَلِأَن الْمُضْطَر يتَنَاوَلهُ الاضرار لفظا اَوْ معنى فَإِنَّهُ مُضْطَر غير بَاغ وَلَا عَاد
وَقد دلّ على ذَلِك قَوْله تَعَالَى وَلَا تكْرهُوا فَتَيَاتكُم على الْبغاء ان اردن تَحَصُّنًا لتبتغوا عرض الْحَيَاة الدُّنْيَا وَمن يكرههن فَإِن الله من بعد اكرههن غَفُور رَحِيم سُورَة الانور ٣٣
وَهَذَا فِي الافعال الْمُحرمَة لحق الله فِيهَا فَأَما قتل الْمَعْصُوم فَلَا يُبَاح بالاكراه بِلَا نزاع لانه لَيْسَ لَهُ ان يحيى نَفسه بِمَوْت ذَلِك الْمَعْصُوم وَلَيْسَ ذَلِك بِأولى من الْعَكْس بل طلبه احياء نَفسه