للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كالمجرمين ويعطلون الْأَمر وَالنَّهْي والوعد والوعيد والشرائع وَرُبمَا سموا هَذَا حَقِيقَة ولعمري انه حَقِيقَة كونية لَكِن هَذِه الحقية الكونية قد عرفهَا عباد الْأَصْنَام كَمَا قَالَ وَلَئِن سألتهمم من خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض ليَقُولن الله وَقَالَ تَعَالَى قل لمن الأَرْض وَمن فِيهَا ان كُنْتُم تعلمُونَ سيقولون لله قل أَفلا تذكرُونَ الْآيَات فالمشركون الَّذين يعْبدُونَ الْأَصْنَام كَانُوا مقرين بِأَن الله خَالق كل شَيْء وربه ومليكه فَمن كَانَ هَذَا مُنْتَهى تَحْقِيقه كَانَ أقرب أَن يكون كعباد الْأَصْنَام وَالْمُؤمن انما فَارق الْكفْر بالايمان بِاللَّه وبرسله وبتصديقهم فِيمَا أخبروا وطاعتهم فِيمَا أمروا وَاتِّبَاع مَا يرضاه الله وَيُحِبهُ دون مَا يقدره ويقضيه من الْكفْر والفسوق والعصيان وَلَكِن يرضى بِمَا أَصَابَهُ من المصائب لَا بِمَا فعله من المعائب فَهُوَ من الذُّنُوب يسْتَغْفر وعَلى المصائب يصبر فَهُوَ كَمَا قَالَ تَعَالَى فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك فَيجمع بَين طَاعَة الْأَمر وَالصَّبْر على المصائب كَمَا قَالَ تَعَالَى وان تصبروا وتتقوا لَا يضركم كيدهم شَيْئا وَقَالَ تَعَالَى وان تصبروا وتتقوا فَإِن ذَلِك من عزم الْأُمُور وَقَالَ يُوسُف انه من يتق ويصبر فَإِن الله لَا يضيع أجر الْمُحْسِنِينَ

<<  <   >  >>