مِمَّا رُوِيَ فِي الرِّضَا عَن الفضيل والجنيد وَالْمَقْصُود هُنَا أَن مَا ذكره الْقشيرِي عَن النَّصْر آبادي من أحسن الْكَلَام حَيْثُ قَالَ من أَرَادَ أَن يبلغ مَحل الرِّضَا فليلزم مَا جعل الله رِضَاهُ فِيهِ وَكَذَلِكَ قَول الشَّيْخ أبي سُلَيْمَان اذا سلا العَبْد عَن الشَّهَوَات فَهُوَ رَاض وَذَلِكَ أَن العَبْد انما يمنعهُ من الرِّضَا والقناعة طلب نَفسه لفضلول شهواتها فاذا لم يحصل سخط فاذا سلا عَن شهوات نَفسه رَضِي بِمَا قسم الله لَهُ من الرزق وَكَذَلِكَ مَا ذكره عَن الفضيل بن عِيَاض أَنه قَالَ لبشر الحافي الرِّضَا أفضل من الزّهْد فِي الدُّنْيَا لِأَن الراضي لَا يتَمَنَّى فَوق مَنْزِلَته كَلَام حسن لَكِن أَشك فِي سَماع بشر الحافي من الفضيل وَكَذَلِكَ مَا ذكره مُعَلّقا قَالَ قَالَ الشبلي بَين يَدي الْجُنَيْد لَا حول وَلَا قُوَّة الا بِاللَّه فَقَالَ الْجُنَيْد قَوْلك ذَا ضيق صدر وضيق الصَّدْر لترك الرِّضَا بِالْقضَاءِ فَإِن هَذَا من أحسن الْكَلَام وَكَانَ الْجُنَيْد رَضِي الله عَنهُ سيد الطَّائِفَة وَمن أحْسنهم تَعْلِيما وتأديبا وتقويما وَذَلِكَ أَن هَذِه الْكَلِمَة كلمة استعانة لَا كلمة استرجاع وَكثير من النَّاس يَقُولهَا عِنْد المصائب بِمَنْزِلَة الاسترجاع ويقولها جزعا لَا صبرا فالجنيد أنكر على الشبلي حَاله فِي سَبَب قَوْله لَهُ اذ كَانَت حَالا يُنَافِي الرِّضَا وَلَو قَالَهَا على الْوَجْه الْمَشْرُوع لم يُنكر عَلَيْهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute