للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأكمام ويعظموا العمائم والطيلسان ويحسنوا المركوب ويكثروا الأخدام بِحَسب الْحَال الَّذِي يَنْبَغِي من إشادة الْعلم وتجليله وتوقيره وتعظيمه وتبجيله كَمَا رُوِيَ عَن الإِمَام أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ عظموا عمائمكم ووسعوا أكمامكم

قَالَ أَبُو اللَّيْث رَحمَه الله وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِئَلَّا يستخف بِالْعلمِ وَأَهله

وَرُوِيَ عَن الإِمَام مَالك رَضِي الله عَنهُ أَنه كَانَ إِذا أَرَادَ أَن يحدث بِحَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تطيب وتلبس ثيابًا جدادا ويلبس تاجه ويتعمم وَيَضَع رِدَاءَهُ على رَأسه وتلقى لَهُ منصة فَيخرج وَيجْلس عَلَيْهَا

وَلَا يزَال يبخر بِالْعودِ حَتَّى يفرغ من حَدِيثه إعزازا لحَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

وَكَانَ الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ يَأْمر غُلَامه أَن يَأْتِي السارية الَّتِي كَانَ يقْعد عِنْدهَا الشَّافِعِي لتعليم الْفِقْه فيلطخها بالغالية كل يَوْم إِكْرَاما للْعلم وحاضريه فَفِي تَعْظِيم الْعلم يَقع تَعْظِيم الله وَفِي إعزازه طَاعَة الله

وَلِهَذَا قَالُوا إِن على كل أحد أَن يخْفض صَوته فِي مجَالِس أهل الْعلم وَأَن ينزهها

<<  <   >  >>