للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- الْمَعْنى يَقُول نسبك حلى عَلَيْك يزينك وَأَنت الْحَائِز لضروب الْحَمد فَهُوَ نسب لَك تتحلى بِهِ وَأَنت حَال مِنْهُ لفخامتك وعلو منزلتك

٥٩ - الْغَرِيب الشنف القرط الْأَعْلَى وَجمعه شنوف مثل فلس وفلوس والحلي بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون اللَّام وبكسر الْحَاء وَاللَّام وَبِه قَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ وبضم الْحَاء وَكسر اللَّام وَبِه قَرَأَ الْبَاقُونَ وَقَرَأَ يَعْقُوب باللغة الَّتِي فِي هَذَا الْبَيْت الْمَعْنى يَقُول نسبك حل عَلَيْك يزينك وَأَنت الحالي بأبيك لَا بالحلي الَّذِي تتزين بِهِ الْمَرْأَة وَذَلِكَ الْحلِيّ هُوَ نسبك وَهُوَ يزين مِنْك بالجمال فأبوك يزينك وَأَنت تزينه فالحلي يتحلى مِنْك بِمَا تكسوه من مناقبك وتؤثر فِي جماله بمكارمك

٦٠ - الْغَرِيب المعطال الَّتِي لَا حلى عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ العاطل والعطل الْمَعْنى يُرِيد أَن الْحلِيّ لَا ينفع مَعَ الْقبْح فَرب قبح يتحلى فَيكون حسن الْمَرْأَة الَّتِي لَا حلى عَلَيْهَا أحسن مِنْهُ وَالْمعْنَى غَيْرك لَا يَنْفَعهُ النّسَب الشريف كالقبح يحاول ستره بالحلي الفاخرة فتفضحه الْمَرْأَة الْحَسْنَاء المعطال مَعَ البذاذة الظَّاهِرَة قَالَ ابْن القطاع صحف هَذَا الْبَيْت كل الروَاة فَرَوَوْه قبح وَالْقَاف وَالْبَاء وَهُوَ ضد الْحسن وَلَا معنى للقبح فِي هَذَا الْبَيْت لِأَنَّهُ لَا يجهل أحد أَن الْحسن خير من الْقبْح وَقَالَ احسن مِنْهَا فَعَاد الضَّمِير على الْحلِيّ وَحدهَا وَلم يكن للقبح ذكر لِأَن الْحلِيّ مُؤَنّثَة والقبح مُذَكّر وَلَا يجوز أَن يغلب الْمُؤَنَّث على الْمُذكر وَإِنَّمَا غرهم ذكر الْحسن فظنوا أَنه قبح وَإِنَّمَا هُوَ فتخ بِالْفَاءِ وَالتَّاء وَالْخَاء الْمُعْجَمَة جمع فتخة يُقَال فتخة وفتخ وفتخات وفتاخ وفتوخ وَهِي خَوَاتِيم بِلَا فصوص يلبسهَا نسَاء الْعَرَب فِي أَصَابِع أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ

٦١ - الْإِعْرَاب الْبَاء فِي قَوْله بالعم مُتَعَلقَة بِفعل مَحْذُوف يدل عَلَيْهِ الْكَلَام أَي لايفخر أحد بِعَمِّهِ وخاله وَيتْرك نَفسه وأفعاله وَلَا يجوز أَن يتَعَلَّق بِالْهَاءِ فِي قبله وَإِن كَانَت ضمير الْمصدر لِأَنَّهُ لَا نِسْبَة بَينه وَبَين الْفِعْل وَلَا يجوز تَعْلِيق حرف الْجَرّ بِهِ وَيجوز أَن تكون الْبَاء مَعَ مَا بعْدهَا فِي مَوضِع نصب على الْحَال من الْهَاء فِي قلبه وَتَكون أَيْضا مُتَعَلقَة بِمَحْذُوف أَي من قبله كَائِنا بالعم كَقَوْلِك هِنْد مَرَرْت بهَا من الصَّالِحَات وَالضَّمِير فِي قبله يرجع إِلَى الْفَخر الْمَعْنى إِنَّمَا يفخر الفني بشرف نَفسه وأفعاله قبل أَن يفخر بِعَمِّهِ وخاله نفخر الْفَتى بِنَفسِهِ أوكد من فخره بِعَمِّهِ وخاله وَكَمَال الشّرف أَن ينصر آخِره أَوله ويزين حَدِيثه متقدمه وَمَا أحسن مَا قَالَ البحتري

(فَما الفَخْر بالعَظْمِ الرَّمِيمِ وَإنَّما ... فَخارُ الَّذِي يَبْغِي الفَخارَ بنَفْسِه)

<<  <  ج: ص:  >  >>