(زَوَي بَينَ عَيْنَيْهِ عَلىَّ المَحاجمُ ... )
فَقَالَ لي إِلَى هَذَا ذهبت فأصغى نَحوه وَقد ذكره صَاحب الْعين فَقَالَ تزيا فلَان بزِي حسن وزييته تزية بِوَزْن تَحِيَّة فَإِن ثَبت فَلَيْسَ يُنَاقض لما قلت أَنه يتزوي فَيجب أَن يكون قلب الْوَاو يَاء تَخْفِيفًا كَقَوْل الآخر
(إنْ دَيَّمُوا جادَ وإنْ جادُوا وَبَيلْ ... )
وَهُوَ من دَامَ يَدُوم وَلَكِن لما رأى الديمة والديم بياء أنس بهَا وأخلد إِلَيْهَا لخفتها كَمَا قَالُوا فِي عيد أعياد وَفِي تحقيره عبيد وَهُوَ من عَاد يعود وَكَانَ قِيَاسه عُوَيْد وأعواد كَمَا قيل فِي تحقير ريح رويح فِي جمعهَا أَرْوَاح وَحكى اللحياني فِي نوادره ريح وأرواح فَهَذَا مِمَّا أجْرى مجْرى الْبَدَل اللَّازِم لخفة الْيَاء وَكَذَلِكَ يتزيا إِن كَانَ صَحِيحا من كَلَامهم فَهُوَ مِمَّا ألزم بدل الْيَاء من الْوَاو تخفيا وَلِأَنَّهُ قد أبدلها فِي زِيّ قصدا من طَرِيق الأشتقاق وَالْقِيَاس يَقْتَضِي أَن تكون عين الزي واوا فِي الأَصْل لِأَن بَاب طويت وَرويت مِمَّا عينه وَاو ولامه وياء أَكثر من بَاب حييت وعييت مِمَّا عينه ولامه ياءان فَلَمَّا اجْتمع الْقيَاس والاشتقاق على قَضِيَّة لزم قبُولهَا ورفض مَا عَداهَا وَخَالف وَضعهَا الْغَرِيب التزيي تكلّف الزي ويلائمه يُوَافقهُ الْمَعْنى يَقُول إِن صَاحِبيهِ ليسَا من أهل الْهوى فَإِن أقسما بِهِ وتكلفاه فقد يتَكَلَّف الْإِنْسَان الشَّيْء وَلَيْسَ هُوَ من أَهله وَقد يصاحب الْإِنْسَان من لم يُوَافقهُ فِي أَحْوَاله ويعرض بِأَن صَاحِبيهِ لم يفيا لَهُ بِمَا عاهداه عَلَيْهِ من الإسعاد بالبكاء وإنهما لم يَكُونَا من أَرْبَاب الْهوى وَلَا يعتقدانه
٤ - الْغَرِيب الأطلال جمع طلل وَهُوَ مَا شخص من آثَار الديار والشحيح الْبَخِيل والخاتم مَا يكون فِي الإصبع للرِّجَال وَالنِّسَاء من ذهب وَفِضة وَغَيرهمَا وَفِيه لُغَات خَاتم وَخَاتم بِفَتْح التَّاء وَكسرهَا وبالفتح قَرَأَ عَاصِم وَخَاتم النَّبِيين وخيتام وخاتام وَالْجمع خَوَاتِيم الْمَعْنى دَعَا على نَفسه بِأَن يبْلى بلَى الاطلال الدارسة ويتغير تغير الرسوم الْعَافِيَة إِن لم يقف بديار أحبته متوجعا لَهَا ومعتنيا بهَا وقُوف شحيح ضَاعَ خَاتمه فِي الترب وَاعْتمد الْخَاتم لانه صَغِير الجرم مُهِمّ الْأَمر فلصغره يخفى مَوْضِعه وَلَا هتمامه يحب تتبعه وَاشْترط ضيَاعه فِي التُّرَاب ليَكُون تطلبه فِيهِ وَهُوَ مَوضِع آثَار الديار ورسوم الأطلال وَقَالَ أَبُو الْفَتْح قد عيب عَلَيْهِ وَقَالَ لَيْسَ للفظ عَجزه جزالة لفظ صَدره وَلَيْسَ فِي وقُوف الشحيح على طلب خَاتمه مُبَالغَة يضْرب بهَا الْمثل وَقَالَ وَالْعرب تبالغ فِي وصف الشَّيْء وَتجَاوز الْحَد وَقد تقتصر أَيْضا وَيسْتَعْمل المقارنه وَهَذَا بِعَيْنِه قد جَاءَ فِي الشّعْر الفصيح قَالَ الراجز
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute