للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- ١ - الْإِعْرَاب الْبَاء فى قَوْله بأية يجوز أَن تكون للتعدية فَيكون الْمَعْنى أَيَّة حَال الْغَرِيب الْعِيد وَاحِد الأعياد وَإِنَّمَا جمع بِالْيَاءِ وَأَصله الْوَاو للزومها فى الْوَاحِد وَقيل للْفرق بَينه وَبَين أَعْوَاد الْخشب وعيدوا شهدُوا الْعِيد وَهُوَ من عَاد يعود لِأَنَّهُ يعود فى الْعَام مرَّتَيْنِ وأصل الْعِيد مَا اعتادك من هم أَو غَيره قَالَ

(فالقَلْبُ يعْتادُ من حُبِّها عِيدُ ... )

وَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة المخزومى

(أمْسَى بأسماءَ هَذَا القلْبُ مَعْمُودا ... إِذا أقُولُ صَحا يعْتادُه عِيداً)

(أجرِى على موْعدٍ مِنْهَا فَتُخْلِفُنِى ... فَلا أمَلُّ وَلَا تُوفِى المَوَاعيدَا)

قَوْله

(يعتاده عيدا ... )

هُوَ الشَّاهِد ونصبه لِأَنَّهُ فى مَوضِع الْحَال تَقْدِيره يعتاده السكر عَائِدًا يَقُول هَذَا الْيَوْم الذى أَنا فِيهِ عيد ثمَّ أقبل بِالْخِطَابِ على الْعِيد فَقَالَ بأية حَال ثمَّ فسر الْحَال فَقَالَ بِمَا مضى أم بِأَمْر مُجَدد تَقْدِيره هَل تجدّد لى حَالَة سوى مَا مضى أم بِالْحَال الَّتِى أَعهد

٢ - الْغَرِيب الْبَيْدَاء الفلاة جمعهَا بيد لِأَنَّهَا تبيد من يسلكها الْمَعْنى يُرِيد أَن الْعِيد لم يسر بقدومه لِأَنَّهُ يتأسف على بعد أحبته يَقُول أما أحبتى فعلى الْبعد منى فليتك يَا عيد كنت بَعيدا وَكَانَ بينى وَبَيْنك من الْبعد ضعف مَا بينى وَبَين الْأَحِبَّة كَقَوْل الآخر

(مَن سرّهُ العِيدُ الجَد ... يدُ فمَا لقيتُ بِهِ السرورَا)

(كانَ السُّرورُ يَتِمُّ لِى ... لَو كانَ أحْبابى حُضُوراَ)

٣ - الْغَرِيب تجوب تقطع وأجوب أقطع {وَمِنْه الَّذين جابوا الصخر بالواد} والوجناء النَّاقة الْعَظِيمَة الوجنات وَقيل الغليظة الْخلق مَأْخُوذَة من الوجين وَهُوَ الغليظ من الأَرْض والحرف النَّاقة الضامرة والجرداء الْفرس الْقصير الشّعْر والقيدود الطَّوِيلَة الْمَعْنى يَقُول لَوْلَا طلب المعالى لم تقطع بى الفلاة نَاقَة وَلَا فرس وَجعلهَا تجوب بِهِ لِأَنَّهَا تسير بِهِ وَهُوَ أَيْضا يجوب بهَا الفلاة قَالَ الواحدى مَا أجوب بهَا يعْنى الفلاة كِنَايَة عَن المراحل ثمَّ فسره بالمصراع الثانى قَالَ ابْن فورجة مَا أجوب بهَا مَعْنَاهُ الذى أجوب وموضعه نصب وعَلى هَذَا مَا كِنَايَة عَن الفلاة الَّتِى أجوب بهَا والوجناء فاعلة لم تجب وعَلى هَذَا الضَّمِير فى بهَا كِنَايَة عَن الوجناء قبل الذّكر قَالَ وَالْقَوْل الأول أظهر

<<  <  ج: ص:  >  >>