فَقَالَ كَانَ احْمَد يجد مَعَ جَارِيَته وَابْنه وَيحيى يهزل مَعَ خَصمه وعدوه وَلم تزل الاحوال تخْتَلف على يحيى وتتقلب بِهِ إِلَى ايام المتَوَكل فَلَمَّا عزل مُحَمَّد بن أبي دؤاد عَن الْقَضَاء فوض الْقَضَاء إِلَى يحيى بن اكثم وخلع عَلَيْهِ خمس خلع وَولي فِي رتبته جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِي فجَاء كَاتبه إِلَيّ يحيى فَقَالَ سلم الدِّيوَان فَقَالَ شَاهِدَانِ عَدْلَانِ على امير الْمُؤمنِينَ انه امرني بذلك فَأخذ الدِّيوَان قهرا وَغَضب عَلَيْهِ المتَوَكل وامر بِقَبض املاكه والزم منزله ثمَّ حج وَحمل اخته مَعَه وعزم على أَن يجاور فَلَمَّا اتَّصل بِهِ رُجُوع المتَوَكل بدا لَهُ فِي عدم الْمُجَاورَة وَرجع يُرِيد الْعرَاق فَلَمَّا وصل إِلَى الربذَة توفّي بهَا رَحمَه الله يَوْم الْجُمُعَة منتصف ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ واربعين وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة ثَلَاث واربعين وَدفن هُنَاكَ وَكَانَ اعور وَمَات وعمره ثَلَاث وَثَمَانُونَ سنة وَلما عزل فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وصودر اخذ من دَاره مائَة ألف دِينَار واخذ لَهُ من الْبَصْرَة اربعة آلَاف جريب وَقد بسطت تَرْجَمته فِي تاريخي الْكَبِير فِي مَكَانَهُ اكثر من هَذَا
٨١ - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبيد الله القَاضِي صَلَاح الدّين
كَاتب الدرج السلطاني بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ وَالِده زين الدّين كَاتب انشاء أَيْضا وَكَانَ هَذَا صَلَاح الدّين كَاتبا مَأْمُونا اعْتمد عَلَيْهِ القَاضِي فتح الدّين مُحَمَّد بن عبد الظَّاهِر وَلم يزل مُتَقَدما عِنْد كتاب السِّرّ وَاحِدًا بعد وَاحِد إِلَى آخر ايام القَاضِي عَلَاء الدّين بن الاثير فَإِنَّهُ كَانَ يستكتبه فِي الْمُهِمَّات وَكَانَ ملازما ديوانه تطلع لَهُ الشَّمْس وتغرب وَهُوَ فِي الدِّيوَان امام كَاتب درج تَقْديرا خمس وَخمسين سنة واكثر وَكَانَ سَاكِنا خيرا لَيْسَ فِيهِ شَرّ الْبَتَّةَ مُحْتملا أَذَى رفقائه رَأَيْتهمْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute