كنت بسجستان مَعَ طَلْحَة الطلحات فَلم أر أحدا كَانَ أسخى مِنْهُ وَلَا أشرق نفسا فَكتب إِلَيّ عمى من الْبَصْرَة إِنِّي قد كَبرت وَمَالِي كثير وأكره أَن أوكله غَيْرك فأقدم أزَوجك ابْنَتي وأصنع بك مَا أَنْت أَهله قَالَ فَخرجت على بغلة لي تركية فَأتيت الْبَصْرَة فِي ثَلَاثِينَ يَوْمًا ووافيته فِي صَلَاة الْعَصْر فَوَجَدته قَاعِدا على دكانه فَسلمت عَلَيْهِ فَقَالَ لي من أَنْت قلت ابْن أَخِيك يعلى قَالَ وَأَيْنَ ثقلك قلت تعجلت إِلَيْك حِين أَتَانِي كتابك وطربت نحوكم قَالَ يَا ابْن أخي أَتَدْرِي مَا قَالَت الْعَرَب قلت لَا قَالَ قَالَت الْعَرَب شَرّ الفتيان الْمُفلس الطروب قَالَ فَقُمْت إِلَى بغلتي فأعددت سرجى عَلَيْهَا فَمَا قَالَ لى شَيْئا ثمَّ قَالَ إِلَى أَيْن قلت إِلَى سجستان قَالَ فِي كنف الله قَالَ فَخرجت فَبت فِي الجسر ثمَّ ذكرت أم طَلْحَة فَانْصَرَفت أسأَل عَنْهَا حَتَّى أتيت منزلهَا وَكَانَ طَلْحَة أبر النَّاس بهَا فَقلت رَسُول طَلْحَة فَقَالَت ائذنوا لَهُ فَدخلت فَقَالَت وَيحك كَيفَ ابْني قلت فَمَا جَاءَ بك قلت كَيْت وَكَيْت قَالَت يَا جَارِيَة ائْتِنِي بأَرْبعَة آلَاف دِرْهَم ثمَّ قَالَت ائْتِ عمك فابتن بابنته وَلَك عندنَا مَا تحب قلت لَا وَالله لَا أَعُود إِلَيْهِ أبدا قَالَت يَا جَارِيَة ائْتِنِي ببغلة رحالتي ثمَّ قَالَت راوح بَين هَذِه وبغلتك حَتَّى تَأتي سجستان قلت اكتبي بالوصاة بِي وَالْحَالة الَّتِي استقبلتها فَكتبت بوجعها الَّتِي كَانَت فِيهِ وبعافية الله إِيَّاهَا وبالوصاة بِي فَلم تدع شَيْئا ثمَّ دفعت حَتَّى أتيت سجستان فَأتيت بَاب طَلْحَة وَقلت للحاجب رَسُول صَفِيَّة بنت الْحَرْث وَأَنا عَابس باسر فَدخل فَخرج
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute