تدبيج الْكِنَايَة أَيْضا فَإِنَّهُ هُنَا ذكر لون الْحمرَة والخضرة وَالْمرَاد من الأول الْكِنَايَة عَن الْقَتْل وَمن الثَّانِي الْكِنَايَة عَن دُخُول الْجنَّة
وَمن طباق التدبيج قَول عَمْرو بن كُلْثُوم
(بأنَّا نوردُ الراياتِ بيضًا ... ونصدرهن حمرا قد روينَا) // الوافر //
وَلَو اتّفق لَهُ أَن يَقُول
(منَ الأسل الظِّماء يردنَ بيضًا ... ونصدرهن حمرا قد روينَا)
لَكَانَ أبدع بَيت للْعَرَب فِي الطباق لِأَنَّهُ يكون قد طابق بَين الْإِيرَاد والإصدار وَالْبَيَاض والحمرة والظمأ والري وَقد تمّ لأبي الشيص فَقَالَ
(فأورَدها بِيضاً ظماءً صدورُها ... وأصدرَها بالريّ ألوانها حمرا) // الطَّوِيل //
فَصَارَ أَخذه مغفورا بِكَمَال مَعْنَاهُ وَمَا أحسن قَول ابْن حيوس
(وتملكِ العلياءَ بالسعي الَّذِي ... أغناكَ عَن متعالم الأنسابِ)
(ببياض عِرْضٍ واحمرار صوارمٍ ... وَسَوَاد نَقْع واخضرار رِحابِ)
(وأفخر بعمّ عمَّ جودُ نوالهِ ... وأبٍ لأفعال الدنيةِ آبي) // الْكَامِل //
وَقَوله أَيْضا
(إنْ تردْ عِلمَ حَالهم عَن يقينٍ ... فالْقَهُمْ فِي مكارمٍ أَو نزالِ)
(تلقَ بيضَ الْأَعْرَاض سمرَ مثار النَّقْع خضرَ الأكناف حمر النصال ... ) // الْخَفِيف //
وَقد أَخذه ابْن النبيه فقصر عَنهُ فِي قَوْله
(لهمْ بنانٌ طافحٌ بالندَى ... فهنَّ إِمَّا دِيَمٌ أوْ بِحارْ)
(بيضُ الأيادي خضرُ رَوض الرُّبا ... حُمْرُ المواضِي فِي العَجَاج المثار) // السَّرِيع //
وَقَول بَعضهم