فوصف طعاماً طيباً؛ فقال: نعم؛ قال: فأنهض بنا؛ فدخل به منزله، فقدّم رغيفين يابسين وكامخاً، وقال: كل؛ قال: أين ما قلت؟ قال: ما قلت لك عندي، إنّما قلت تشتهي.
٧٤ - دخل على الأعمش رجلٌ يعوده، فقال له: ما أشدّ ما مرّ بك في علّتك هذه؟ قال: دخولك.
٧٥ - قال أبو بكرٍ بن عياش: كنّا نسمي الأعمش سيّد المحدثين، وكنّا نجيء إليه إذا فرغنا من الدّوران، فيقول: عند من كنتم؟ فيقول: عند فلان؛ فيقول: طبلٌ مخرقٌ؛ ويقول: عند من؟ فنقول: فلانٌ، فيقول: دفٌ ممزّقٌ.
وكان يخرج إلينا شيئاً لنأكله، فقلنا يوماً: لا يخرج إليكم الأعمش شيئاً إلا أكلتموه. قال: فأخرج إلينا سنّاً، فأكلناه، وأخرج فدخل، فأخرج فتيتاً، فشربناه، فدخل، فأخرج إجانةً صغيرةً وقتاً، وقال: فعل الله بكم وفعل {أكلتم قوتي وقوت امرأتي، وشربتم فتيتها} هذا علفٌ الشاة، كلوا!
قال: فمكثنا ثلاثين يوماً لا نكتب فزعاً منه، حتى كلّمنا إنساناً عطاراً كان يجلس إليه حتى كلمه لنا.