قال العتّابي: دخل أبو دلامة على المهديّ، فقال: أقطعني قطيعةً أعيش فيها أنا وعيالي؛ قال: قد أقطعك أميرالمؤمنين مئة جريبٍ من العامر ومئة جريبٍ من الغامر؛ قال: وما الغامر؟ قال: الخراب الذي لا ينبت؛ قال أبو دلامة: قد أقطعت أمير المؤمنين خمس مئة جريبٍ من الغامر من أرض بني أسدٍ؛ قال: فهل بقي لك حاجةٌ؟ قال: نعم {تأذن لي أن أقبل يدك؟ قال: ما إلى ذلك سبيلٌ؛ قال: والله ما رددتني عن حاجةٍ أهون عليّ فقداً منها.
٢٥٢ - وبلغنا عن أبي دلامةً أنّه دخل على المهدي، فأنشده قصيدةً، فقال له: سلني حاجتك؛ فقال: يا أمير المؤمنين} هب لي كلباً؛ فغضب، وقال: أقول لك سلني حاجةً، فتقول هب لي كلباً؟ {}{فقال: يا أمير المؤمنين} الحاجة لي أو لك؟ قال: لك؛ فقال: أسألك أن تهب لي كلب صيدٍ؛ فأمر له بكلبٍ؛ قال: يا أمير المؤمنين {هبني خرجت إلى الصيد، أعدو على رجليّ؟ فأمر له بدابّةٍ؛ فقال: فمن يقوم عليها؟ فأمر له بغلام، فقال: يا أمير المؤمنين} فهبني صدت صيداً، فأتيت به المنزل، فمن يطبخه؟ فأمر له بجاريةٍ، فقال: هؤلاء أين يبيتون؟ فأمر له بدارٍ، فقال: يا أمير المؤمنين! قد صيّرت في عنقي كفاً من العيال، فمن أين يقوت هؤلاء؟ قال: فإن أمير المؤمنين قد أقطعك ألف جريبٍ عامرٍ وألف جريبٍ غامرٍ؛ فقال: أمّا العامر فقد عرفته، فما الغامر؟ قال: الخراب الذي لا شيء فيه؛ فقال: أنا أقطع أمير المؤمنين مئة ألف جريبٍ بالدّوّ، ولكنّي أسأل أمير