٢٥٦ - قال الحميدي: كنّا عند سفيان بن عيينة، فحدّثنا بحديث زمزم أنّه لما شرب له، فقام رجلٌ من المجلس، ثمّ عاد، فقال له: يا أبا محمدٍ {أليس الحديث الذي حدثتنا في زمزم صحيحاً؟ فقال: نعم، قال: فإني قد شربت الآن دلواً من زمزم على أنّك تحدّثني بمئة حديثٍ، فقال سفيان: اقعد؛ فحدّثه بمئة حديثٍ.
٢٥٧ - قال أبو أحمد عبد الله بن عمر بن الحارث الحارثي: اجتزت ببغداد في أيّام المقتدر وأنّا حدثٌ في جماعةٍ من مجّان أصحاب الحديث، وإذا بخادم خصي جالس على دكةٍ في الطريق، وبين يديه أدويةٌ ومكاحل ومباضع، وعلى رأسه مظلة خرقٍ كما يكون الطبيب، فتقدّم بعض أصحابنا إليه يعبث به، فتعاشى وتماوت وتمارض وقال: يا أستاذ} يا أستاذ {دفعاتٍ؛ فضجر الخادم، وقال: فقولي، لا شفاك الله؛ إيش أصابك؟ أيّ طاعونٍ ضربك؟ فقال: يا أستاذ} أجد ظلمةً في أحشائي، ومغصاً في أطراف شعري، وما آكله اليوم يخرج غداً مثل الجيفة؛ فصف لي صفةً لما أنا فيه؛ فقال الخادم: أمّا ما تجدين من مغصٍ في أطراف شعرك فاحلقي لحيتك ورأسك جميعاً حتى يذهب مغصك، وأمّا ظلمةٌ في أحشائك فعلّقي على باب جحرك قنديلاً يضيءٌ مثل السّاباط، وأمّا ما تأكلينه اليوم ويخرج غداً مثل الجيفة فكلي خراك واربحي النفقة.
قال: فعطعط بنا العامّة القيام وضحكوا منّا، وانقلب الطنز الذي