٢٦١ - قال أبو علقمة النحوي: وقفت على قصابٍ وقد أخرج بطنين سمينين، فعلّقهما، فقلت: بكم البطنان؟ فقال: بمصفعان يا مضرطان؛ قال: فغطيت رأسي وفررت لئلا يسمع النّاس فيضحكوا مني.
٢٦٢ - قال الكسائي: حلفت أن لا أكلم عامياً إلا بما يوافقه ويشبه كلامه؛ وقفت على نجار، فقلت: بكم هذان البابان؟ فقال: بسلحتان يا مصفعان؛ فحلفت أن لا أكلم عاميّاً إلا بما يصلح.
٢٦٣ - قال بشر بن حجرٍ: انقطع إلى أبي علقمة غلامٌ يخدمه، فأراد أبو علقمة البكور في حاجةٍ، فقال: يا غلام {أصقعت العتاريف؟ فقال له الغلام: زقفيلم؛ قال أبو علقمة: وما (زقفيلم) ؟ قال: وما (العتاريف) ؟ قال: الدّيوك، قال: ما صاح منها شيءٌ بعد.
٢٦٤ - قال جعفر بن نصرٍ: بينما أبو علقمة النحوي في طريق، ثار به مرارٌ، فسقط، فظنّ من رآه أنه مجنون، فأقبل رجلٌ يعضُّ أذنه ويؤذن فيها، فأفاق، فنظر إلى الجماعة حوله، فقال: ما لكم قد تكأكأتم عليَّ كما تتكأكؤون على ذي جنَّةٍ؟ افرنقعوا عني؟ فقال بعضهم لبعضٍ: دعوه} فإنّ شيطانه يتكلّم بالهندية.