وأشرت الى أَن كلا مِنْهُمَا قِسْمَانِ لِأَن العهدية اما أَن يشار بهَا الى مَعْهُود ذهني أَو ذكري فَالْأول كَقَوْلِك جَاءَ القَاضِي اذا كَانَ بَيْنك وَبَين مخاطبك عهد فِي قَاض خَاص وَالثَّانِي كَقَوْلِه تَعَالَى {فِيهَا مِصْبَاح الْمِصْبَاح} الْآيَة فَإِن أل فِي الْمِصْبَاح وَفِي الزجاجة للْعهد فِي مِصْبَاح وزجاجة الْمُتَقَدّم ذكرهمَا
وأل الجنسية قِسْمَانِ لِأَنَّهَا اما أَن تكون استغراقية أَو مشارا بهَا الى نفس الْحَقِيقَة فَالْأول كَقَوْلِه تَعَالَى {وَخلق الْإِنْسَان ضَعِيفا} أَي كل فَرد من أَفْرَاد الْإِنْسَان وَنَحْو {ذَلِك الْكتاب} أَي أَن هَذَا الْكتاب هُوَ كل الْكتب الا أَن الِاسْتِغْرَاق فِي الْآيَة الأولى لأفراد الْجِنْس وَفِي الثَّانِيَة لخصائص الْجِنْس كَقَوْلِك زيد الرجل أَي الَّذِي اجْتمع فِيهِ صِفَات الرِّجَال المحمودة وَالثَّانِي نَحْو {وَجَعَلنَا من المَاء كل شَيْء حَيّ} أَي من هَذِه الْحَقِيقَة لَا من كل شَيْء اسْمه مَاء