للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قلتُ: تمييز النسبة الواقع (٩٩) بين المتضايفين (١٠٠) لا يكون إلاّ فاعلاً في المعنى. ثمّ قد يكون مع ذلك فاعلاً في الصناعة (١٠١) باعتبار الأصل فيكون محوّلاً عن المضاف، نحو: (أعجبني طِيبُ زيدٍ أباً) ، إذا كان المراد الثناء على أبي زيد، وقد لا يكون كذلك فيكون صالحاً لدخول (من) نحو: (للهِ درُّهُ فارساً) و (وَيْحَهُ رَجُلاً) ، فإنّ الدرّ بمعنى الخير، وويح بمعنى الهلاك، ونسبتهما إلى الرجل كنسبة الفعل إلى فاعله، وتعلّق التفسير بالكلمة إنّما هو تعلّق الفعل بالمفعول لا بالفاعل. فإنْ قلتَ: ما وجهُ نصبِهِ؟ قلتُ: الظاهر أنْ يكونَ حالاً على تقدير مضاف من المجرور (١٠٢) ومضافين من المنصوب. والأصل تفسيرها: موضوع أهل اللغة، ثم حُذِفَ المتضايفان (١٠٣) على حدَّ حذفهما في قوله تعالى: (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً من أَثَرِ الرسولِ) (١٠٤) أي: أثر حافر فرس الرسول. ولمّا أُنيبَ الثالث عماّ هو الحالُ بالحقيقة التزم تنكيره لنيابته عن لازم التنكير. ولكَ أن تقول: الأصل موضوع اللغة، بتقدير مضاف واحد، ونسبة الوضع إلى اللغة مجازٌ. وهذا أحسنُ الوجوه، كذا حرَّرَه بعض المحققين ٠١٠٥) ، وهو خلاصة ما ذكره ابن هشام في رسالته الموضوعة في هذه المسألة، ومَنْ أراد الاطلاع على أزيد من ذلك فعليه بها (١٠٦) .


(٩٩) من المسائل السفرية. وفي الأصل: الواقعة.
(١٠٠) من سائر النسخ. وفي الأصل: المضافين.
(١٠١) من المسائل السفرية. وفي الأصل: بالصناعة.
(١٠٢) م: المحدود.
(١٠٣) من (، م. وفي الأصل: المضافان. (١٠٤٩ طه ٩٦. وينظر في الآية: التبيان ٩٠٢، مغني اللبيب ٦٩١.
(١٠٥) ب: الفضلاء.
(١٠٦) المسائل السفرية ٢١ - ٢٧.

<<  <   >  >>