للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وَذُو الْقعدَة وَذُو الْحجَّة قَالَ وَالْكتاب يميلون إِلَى هَذَا قَالَ وَأنكر قوم الأول قَالُوا جَاءَ بهَا من سنتَيْن قَالَ النّحاس وَهَذَا غلط بَين وَجَهل باللغة لِأَنَّهُ قد علم المُرَاد وَأَن الْمَقْصُود ذكرهَا وَأَنَّهَا فِي كل سنة فَكيف يتَوَهَّم أَنَّهَا من سنتَيْن قَالَ وَالصَّحِيح مَا قَالَه اهل الْمَدِينَة لِأَن الْأَخْبَار تظاهرت عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَا قَالُوا من رِوَايَة ابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة وَأبي بكر رَضِي الله عَنْهُم قَالَ وَهُوَ قَول أَكثر أهل التَّأْوِيل قَالُوا وأدخلت الْألف وَاللَّام فِي الْمحرم دون غَيره من الشُّهُور قَالَ وَجمع الْمحرم مُحرمَات ومحارم ومحاريم

وَسمي محرما لتحريمهم الْقِتَال فِيهِ وَقد سبق فِي الْحَج بَيَان ذِي الْقعدَة وَذي الْحجَّة وَمَا يتَعَلَّق بهما وَأما رَجَب فَقَالَ النّحاس جمعه رجبات وأرجاب ورجاب ورجوب وَفِي اشتقاقه أَقْوَال أَحدهَا لتعظيمهم إِيَّاه يُقَال رجبته بِالتَّشْدِيدِ ورجبته بِكَسْر الْجِيم وَالتَّخْفِيف إِذا عَظمته قَالَ النّحاس وَقَالَ الْمبرد سمي رجبا لِأَنَّهُ فِي وسط السّنة لِأَنَّهُ مُشْتَقّ من الرواجب وَقيل لترك الْقِتَال فِيهِ من الرجب وَهُوَ الْقطع قَالَ الْجَوْهَرِي وَإِنَّمَا قيل رَجَب مُضر لأَنهم كَانُوا اشد تَعْظِيمًا لَهُ وَإِذا ضمُّوا إِلَيْهِ شعْبَان قَالُوا الرجبان وَيُقَال لرجب الْأَصَم لأَنهم يتركون الْقِتَال فِيهِ فَلَا يسمع فِيهِ صَوت سلَاح وَلَا استغاثة وَهُوَ اسْتِعَارَة وَتَقْدِيره يصم النَّاس فِيهِ كَمَا قَالُوا ليل نَائِم أَي ينَام فِيهِ

<<  <   >  >>