يتَعَرَّض شَارِحه لشئ فِي ضَبطه. وَفِي أمالي ابْن الشجرى فِي كَلَامه على (ذِي الكلاع) " وروى فِي كَاف ذِي الكلاع الضَّم وَالْفَتْح كَمَا قَالُوا سيان وسُفْيَان فضموا سينه وفتحوها وكما قَالُوا الْقطَامِي والقطامى بِفَتْح الْقَاف وَضمّهَا " فَيُؤْخَذ من العبارتين جَوَاز الضبطين فِي اسْم الشَّاعِر بل قد صرح بِهِ صَاحب معاهد التَّنْصِيص (ص ٨٧ من طبعة بولاق) فَقَالَ " والقطامى بِفَتْح الْقَاف وَضمّهَا اسْمه عُمَيْر بن شييم والقطامي لقب غلب عَلَيْهِ ".
(وَفِي مَادَّة - م ن ى - ج ٢٠ ص ١٦٢ س ٢٣) روى للمجاج
(قواطناً مَكَّة من ورق الْحمى ... )
وَكتب الْأُسْتَاذ فِي الضياء (ج ٦ ص ٤١٩) " رسم الْحمى هَكَذَا بِالْيَاءِ مَعَ كسر أَوله وَصَوَابه الحما بِالْألف الملساء وَفتح أَوله أَرَادَ الْحمام فَحذف آخِره ضَرُورَة كَمَا صرح بِهِ المُصَنّف وَهُوَ الشَّاهِد فِي هَذَا الشّطْر " (قُلْنَا) الْحمى هُنَا ضبط بِفَتْح أَوله وَكسر الْمِيم لَا بِكَسْر أَوله كَمَا ذكر الْأُسْتَاذ اليازجي وَالَّذِي صَححهُ بِهِ هُوَ الْمُتَبَادر وَلَكِن الصَّوَاب مَا جَاءَ بِالْأَصْلِ أَي بِفَتْح فَكسر وبالياء فِي آخِره على مَا فِيهِ من الشذوذ لِأَن الأرجوزة مَكْسُورَة الروى فاضطر الشَّاعِر إِلَى هَذَا التَّغْيِير فِي لفظ (الْحمام) للتوافق. قَالَ الْمُؤلف فِي (ح م م - ج ١٥ ص ٤٨) مَا نَصه " وَأما قَول العجاج:
(وَرب هَذَا الْبَلَد الْمحرم ... والقاطنات الْبَيْت غير الريم)
قَائِما أَرَادَ المام فَحذف الْمِيم وقلب الْألف يَاء قَالَ أَبُو إِسْحَاق هَذَا الْحَذف شَاذ لَا يجوز أَن يُقَال فِي الْحمار الْحمى تُرِيدُ الْحمار فَأَما الْحمام هُنَا قَائِما حذف مِنْهَا الْألف فَبَقيت الحمم فَاجْتمع حرفان من جنس وَاحِد فَلَزِمَهُ التَّضْعِيف فأبدل من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute