للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَجَمِيع الْفَاكِهَة يذهب صفاء لَوْنهَا ويعلوها غبرة وكدرة

واللين مِنْهَا يصلب والصلب مِنْهَا يلين

وَاعْلَم أَن من وضع السم فِي بعض هَذِه الْأَشْيَاء أَو صنع مكيدة من مَكَائِد الْأَعْدَاء من النسوان والغلمان والخدام وَغَيرهم لَا بُد أَن يظْهر عَلَيْهِ من الرِّيبَة أَمَارَات لَا يخفى بهَا عَن الفطن اللبيب فَيَنْبَغِي للْملك أَن يتصفح وُجُوه خدمه وغلمانه وجواريه ونسائه فِي كل وَقت فَإِن الْمُرِيب لَا يملك نَفسه أَن يصفر لَونه أَو يخضر أَو يبتلع رِيقه أَو يخْفق فُؤَاده أَو يعَض على شفته السُّفْلى أَو يُدِير عَلَيْهَا لِسَانه أَو يكثر تلفته وترعد فرائصه أَو يعثر فِي مشيته أَو يكثر تثاؤبه ويعرق جَبينه أَو يفتل هدب ثِيَابه وَيبْعَث بهَا أَو ينكش الأَرْض بأبهام رجله أَو يَنْقَطِع عَمَّا يُرِيد أَن يتَكَلَّم بِهِ أَو يكثر الْقيام من الَّذِي بِعِلْمِهِ مثله وَلم يتمه بِغَيْر عذر فَجَمِيع هَذِه أَمَارَات تدل على الرِّيبَة فليراعها الْملك من مُتَوَلِّي

<<  <   >  >>