طَعَامه وَشَرَابه ومتولي خزانَة ثِيَابه وفراشه وسورج دوابه وَغَيرهم من خدم دَاره وَأما الاحوال الَّتِي يترصدها أهل المكائد فِي الْغَالِب فَمِنْهَا الْمَوَاضِع الضيقة والطرقات المجهولة فَلَا يَنْبَغِي أَن يسلكها حَتَّى يكون أَمَامه دَلِيل خَبِير بذلك الْموضع ويتقدمه فِي حَال سلوكه جمَاعَة من أعوانه وَمِنْهَا ازدحام الموكب عَلَيْهِ فِي الْمَوَاضِع الضيقة أَو فِي الأعياد والمحافل فَلَا يَأْمَن أَن يلج بَين خواصه من يُرِيد بِهِ شرا وَمِنْهَا الإمعاء فِي طلب الصَّيْد والانفراد فِيهِ عَن الْخَاصَّة وثقات الأعوان فَلَا يَأْمَن أَن يدس عَلَيْهِ أهل الْعَدَاوَة من يُوقع بِهِ الْفِعْل أَو يكمن لَهُ الاعداء على الْخُيُول السريعة فِي الْمَوَاضِع الوعرة أَو يعرض لَهُ أحد السبَاع الضارية عِنْد انْفِرَاده
وَمِنْهَا الْوُرُود إِلَى الْأَنْهَار فَإِن اغتيال الْمَرْء صَاحبه فِي المَاء الْجَارِي من أيسر الْحِيَل وأسهلها على المغتال لِأَن المَاء معِين لَهُ على هربه لَا سِيمَا إِذا كَانَ رجال الْملك من وَرَاء ظَهره فَيَنْبَغِي أَن لَا يردهَا حَتَّى يتقدمه من أعوانه من يختبر شطوطها ومشارعها وَمِنْهَا حَالَة شدَّة الْمَطَر وَحَال شدَّة الْحر وَحَال ظلام اللَّيْل لِأَن فِي هَذِه الْأَحْوَال تقل الْحفظَة ويشتغل كل وَاحِد مِنْهُم بمصلحة نَفسه وَمِنْهَا حَال سروره ولهوه وطربه فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute