(٢) أورده ابن تيمية في شرح حديث النزول ص ١٢٧، ط. الخامسة، سنة ١٣٩٧هـ، المكتب الإسلامي، والذهبي في العلو ص ١٣٠، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص ١٣٥. (٣) من (هـ) . (٤) أورده الذهبي في العلو ص ١٣٠، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص ١٣٥، وعزاه إلى الخلال في كتاب السنة. وقد بسط الإمام أحمد -رحمه الله- الكلام على معنى المعية في كتابه الرد على الجهمية ص ١٤٠-١٤٤. كما أوضح شيخ الإسلام ابن تيمية معنى المعية في هاتين الآيتين خاصة، وفي كل ما ورد من لفظ المعية في كتاب الله تعالى، فأوضح أن المعية معيتان: معية عامة، وأخرى خاصة، وضرب لذلك أمثلة مما ورد في القرآن الكريم، فقال -رحمه الله-: ولفظ المعية في كتاب الله جاء عاما كما في هاتين الآيتين، وجاء خاصا كما في قوله: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} النحل/ ١٢٨. وقوله: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} طه/ ٤٦، وقوله: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} ، التوبة/ ٤٠، فلو كان المراد أنه بذاته مع كل شيء، لكان التعميم يناقض التخصيص، فإنه قد علم أن قوله: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} أراد تخصيصه وأبا بكر دون عدوهم من الكفار، وكذلك قوله: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} النحل/ ١٢٨، خصهم بذلك دون الظالمين والفجار، وأيضا فلفظ المعية ليست في لغة العرب ولا شيء من القرآن أن يراد بها اختلاط إحدى الذاتين بالأخرى، كما في قوله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} ، الفتح/ ٢٩،