١- أن أبا الجارود نسب هنا -أي عند البغدادي- عبسيا، أما زياد بن المنذر فإنه نهدي أو همداني. ٢- أن أبا جارود الذي في هذا الحديث تابعي متقدم يروي عن جابر، ويروي عنه مقاتل بن حيان. أما زياد بن المنذر فمتأخر لا رواية له عن الصحابة. ٣- أن الحافظ قال في سند هذا الحديث الذي الذي من طريق أبي الجارود: "وفيه ضعف" أما زياد المنذر فكذاب وضاع لا يصلح أن يقال في إسناده: "فيه ضعف" بل يقال: "واه" أو ما في هذا المعنى مما يفيد الوهن الشديد. اهـ. وفي نظري أن ما قاله الدكتور نور الدين عتر وارد إلا أنني لم أجد من كني بأبي الجارود إلا زياد بن المنذر. وفي سنده أيضا -عند الخطيب عمر بن الصبح، وهو ابن عمران التميمي العدوي الخرساني، راوي الحديث عن مقاتل. قال إسحاق بن راهوية أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير في الكذب والبدعة: جهم بن صفوان، وعمرو بن الصبح، مقاتل بن سليمان. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات. وقال الأزدي: كذاب، وقال الدارقطني: متروك. انظر: التهذيب ٧/٤٦٢. فالحديث إذا شبه موضوع كما قال الذهبي. إلا أن رحلة جابر بن عبد الله ثابتة من طرق أخرى. وقد أخرج البخاري -رحمه الله- طرفا من هذا الحديث تعليقا في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَه} ، فتح الباري ١٣/٤٥٣. وأشار إليه في كتاب العلم، باب الخروج في طلب العلم، ١/١٧٣. وأخرجه الخطيب في الرحلة من طريق أخرى، ح (٣١، ٣٢) ، ص ١٠٩-١١٤، عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، أن جابر بن عبد الله حدثه، قال: بلغني حديث عن رجل من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم أسمعه منه، قال: فابتعت بعيرا، فشددت عليه رحلي، فسرت إليه شهرا حتى أتيت الشام، فإذا هو عبد الله بن أنيس الأنصاري، قال: فأرسلت إليه أن جابرا بالباب، قال: فرجع إلى الرسول، فقال: جابر بن عبد الله؟ فقلت: نعم، قال: فرجع الرسول إليه، فخرج إلي فاعتنقني واعتنقته. قال: