للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبذلك تكونين قد أتممتِ صلاة خاشعة مطمئنة قد عملتِ فيها بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي" (١) .

وكما ذكرتُ لكِ سالفًا أن قراءة ما كان عليه السلف في خشوعهم يرفع في النفس الهمة ويعينها، وسأذكر لكِ من أحوالهم ما تيسر لي وأرجو أن ينفعك الله به.

[خشوع السلف:]

قال -صلى الله عليه وسلم-: إذا قمت في صلاتك، فصلِّ صلاة مودِّعٍ، ولا تتكلم بكلام تعتذر منه، وأجمع اليأس عمَّا في أيدي الناس (٢) .

وقال -صلى الله عليه وسلم-: اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته، فصل صلاة رجلٍ لا يظن أنه يصلى صلاة غيرها، وإياك وكل أمر يعتذر منه (٣)

" كان علي بن الحسين إذا فرغ من وضوئه للصلاة، وصار بين وضوئه وصلاته أخذته رعدة ونفضة، فقيل له في ذلك، فقال: ويحكم أتدرون إلى من أقوم، ومن أريد أن أناجي " (٤) .


(١) رواه البخاري.
(٢) أخرجه ابن ماجه، وأحمد، وأبو نعيم في "حلية الأولياء " عن أبي أيوب. وللحديث شواهد تدل بمجموعها على ثبوته: حديث عبد الله بن عمر عند الضياء، وحديث سعد بن أبي وقاص عند الحاكم، وحديث أنس السابق في مسند الفردوس ".
(٣) حسن: رواه الديلمي في مسند الفردوس، وحسنه ابن حجر والألباني في صحيح الجامع رقم (٨٤٩) .
(٤) حلية الأولياء ٣/١٣٣. وعلي بن الحسين هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، زين العابدين، ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهور، ومن الثالثة، مات سنة ثلاث وتسعين، التقريب ٤٠٠ رقم ٤٧١٥.

<<  <   >  >>